"الجبير" يجيب عن المسكوت عنه في "صفحات 11 سبتمبر السرية" وهدف "بن لادن"
أكد وزير الخارجية
عادل بن أحمد الجبير، ترحيب المملكة بالإفراج عن الـ28 صفحة السرية من تقرير الكونجرس
الأمريكي حول هجمات 11 سبتمبر 2001م الإرهابية، التي أثبتت أن لا علاقة للمملكة بهذه
الجريمة، والتزام المملكة بمحاربة الإرهاب في الداخل والخارج؛ كاشفاً عن المسكوت عنه
في "صفحات 11 سبتمبر السرية" من مكافحة المملكة للإرهاب برغم إقرار التقرير
بخلوّ وجه السعودية من هذه التهمة؛ مبيناً هدف "أسامة بن لادن" في مهاجمة
الولايات المتحدة.
وفي التفاصيل قال
"الجبير"، في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين
في واشنطن، عقب الإفراج عن الصفحات السرية في التقرير: "لقد دعت المملكة للإفراج
عن هذه الصفحات منذ اللحظة التي حجبت فيها، وكنا نؤمن منذ ذلك الوقت بأن المملكة لا
يمكن لها الرد على الاتهامات الصادرة عن صفحات فارغة، وقلنا بأوضح العبارات الممكنة
بأنه ليس لدى المملكة ما تخشاه، وأنها عازمة على ملاحقة الإرهابيين، ومَن يُمَوّلونهم
أو يبررون أفعالهم".
وأضاف: "لقد
كنا حريصين على معرفة ما كان في تلك الصفحات؛ حتى نتمكن من التحقيق وملاحقة ومحاسبة
المسؤولين عن أي فعل خاطئ، ومنذ ذلك الوقت، وحتى الإفراج عن العناصر الموجودة في الـ28
صفحة أو من خلال تحقيقات وكالات الاستخبارات الأمريكية ومدير وكالة المخابرات المركزية
ومدير الاستخبارات الوطنية، والتي وصلت إلى أنه ليس هناك تدخل من الحكومة السعودية
أو من مسؤولين سعوديين في أحداث 11/ 9، ووجهت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ تحقيقاً
خاصاً بها؛ ووصلت إلى نفس النتيجة حتى الانتهاء من هذه المسألة".
وقال "الجبير":
"نشعر بالأسى لأسر الضحايا، ولأسر الضحايا الذين عانوا من الإرهاب في جميع أنحاء
العالم، ليس هناك شك في ذلك، وإن ما مروا به هو مؤلم جداً؛ ولكننا لا يمكن أن نقنع
الجميع بنتائج التحقيقات؛ فالحقائق تقول: ليس هناك علاقة للحكومة السعودية أو مسؤولين
سعوديين بأحداث 11 سبتمبر، ونأمل أن تضع نتائج التحقيقات نهاية للتكهنات التي سرت ضد
المملكة العربية السعودية على مدى السنوات الـ14 الماضية، وأن تكون قد وصلت إلى نهايتها،
ونحن نأمل أن نتمكن من التركيز على المضيّ قدماً في طريق التعاون من أجل ملاحقة الأشخاص
والمال والفكر الذي يمثل خطراً على شعوبنا".
وأوضح وزير الخارجية
أن المملكة شرعت منذ أحداث 11 سبتمبر في عقد سلسلة من الخطوات الرئيسة في مواجهة الإرهاب،
وقال: "لقد وضعنا آليات للرقابة المالية لا مثيل لها في أي بلد آخر، كما قمنا
بإغلاق المؤسسات التي تُستخدم لجمع التبرعات من أجل دعم القضايا المتطرفة والإرهاب،
كما تم سَنّ قوانين لتجريم تمويل الإرهاب، وتمت محاكمة العديد، وسجن الكثير من المتورطين
بدعم الإرهاب.. لقد وضعنا أفضل الأنظمة لمتابعة نقل الأموال النقدية، وعزّزنا من قدراتنا
في مكافحة الإرهاب إلى أن أصبحت اليوم المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول في
محاربة الإرهاب".
وتابع: "لقد
حاربنا تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية، ونحاربهم في اليمن، ونقاتل تنظيم
داعش في سوريا، ونعمل مع حلفائنا -وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلفاء آخرون- في ملاحقة
الإرهابيين وأولئك الذين يدعمون أعمالهم، وقد قامت المملكة أيضاً بحشد الجهود الدولية
ضد آفة الإرهاب، وكانت المملكة واحدة من أوائل الدول في تنفيذ حملة توعية وطنية ضد
الإرهاب والتطرف، واستضفنا مؤتمر مكافحة الإرهاب الدولي الأول في الرياض في عام
2005 الذي حضره أكثر من 50 بلداً لبحث سبل مكافحة الإرهاب على نحو أكثر فعالية، وفي
العام نفسه، دعت المملكة لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، وقمنا
بتمويل هذا المركز في وقت لاحق بنحو 110 ملايين دولار من أجل تعزيز قدرة الأمم المتحدة
على جمع دول العالم في مكافحة الإرهاب".
وأشار "الجبير"
إلى أن المملكة شكّلت مؤخراً التحالف الإسلامي الذي يضم 40 دولة لمحاربة الإرهاب والفكر
الذي يقف وراءه، واختارت الرياض مقراً له وعقدت اجتماعات مع شركائها في قوات التحالف
في هذا المجال، والمملكة عازمة على مواصلة العمل من أجل تعزيز الجهود الثنائية ومتعددة
الأطراف لملاحقة الإرهاب.
وأوضح: "المملكة
ضحية للإرهاب، وكان هدف أسامة بن لادن في مهاجمة الولايات المتحدة؛ هو إضعاف العلاقة
بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وقد اعتقد أن إضعاف هذه العلاقة من
شأنه أن يتسبب في إضعاف المملكة حتى تكون أكثر عُرضة للوقوع بِيَد الإرهابيين والمتطرفين،
ولم يتحقق هدفهم بحمد الله، والمملكة ملتزمة ومصممة على استخدام كل مواردها من أجل
ملاحقة الإرهابيين والعمل مع الدول الأخرى للقيام بذلك.. إن الإرهاب لا دين ولا جنسية
ولا عرق ولا إنسانية له، ويتعين علينا جميعاً أن نفعل كل ما في وسعنا لإلحاق الهزيمة
به".
وعدد وزيرُ الخارجية
الجهودَ التي قامت بها المملكة لمحاربة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين وقطع التمويل عنهم،
ومن ذلك إيقاف مؤسسة الحرمين ومكاتبها في جميع أنحاء العالم؛ بما في ذلك مكتبها في
الولايات المتحدة، وقال: "إن المملكة عانت كثيراً من الإرهابيين، وقد هاجموا بلادنا
مرات عديدة، وقدم العديد من مسؤولي الأمن حياتهم في الدفاع عن شعبهم، واتخذنا تدابير
قوية جداً ضد الإرهابيين والمتطرفين، والمملكة كانت في مرمى المنظمات الإرهابية بعد
هجمات 11 سبتمبر من قِبَل تنظيم القاعدة الذين هاجموا المملكة قبل وبعد 11 سبتمبر،
وتَمَكّنا من هزيمة تنظيم القاعدة، ونحارب "داعش" الذين يهدفون إلى السيطرة
على المدن المقدسة، إنهم لا دولة لهم ولا هم من المسلمين. وهم من المرضى النفسيين،
والمنحرفين والمجرمين، وليس لديهم إنسانية، وهدفهم تدمير العالم وزعزعة استقرار المملكة.
واختتم "الجبير"
مشيراً إلى أن الإرهاب يهدد العالم أجمع، ويمكن أن يأخذ أشكالاً وصوراً مختلفة، وأيديولوجيات
مختلفة؛ ولكن في نهاية المطاف، يؤدي إلى قتل الأبرياء، وهذا غير مقبول في العقيدة الإسلامية،
وأنه لا يوجد أي مبرر للإرهاب، ونحن نأخذ تهديد الإرهاب على محمل الجد، ونعمل بقوة
لمواجهته، ولن يتوقف عزمنا أو التزامنا في محاربة ووقف آفة الإرهاب نقلًا عن وكالة واس.