بعد خطاب نتنياهو "حرب المياه" تعود للمشهد من جديد.. وخبراء: "تسير بسرعة البرق"

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



"حرب المياه" مصطلح ليس بالجديد، ولكن يبدو أنه يتخذ العديد من المراحل التي يتبلور فيها، إلى حين تحقيق المراد، وهي الحرب الموعودة، التي يقصدها هذا المصطلح، ففي الوقت الذي تعاني منه دول العالم لا سيما الدول العربية، خاصة مصر من شحّ المياه نتيجة التعامل السيئ معها، وندرتها أيضًا، هناك في ذات الوقت دول تسعى للعمل الدؤوب على افتعال أزمات جديدة بشأن المياه، تعزز تماما من قرب وتحقيق الحرب على نقطة المياه.

إسرائيل تتحرك  

في الأسبوع الماضي قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بجولة تاريخية كبيرة، ناحية البلاد الإفريقية، بعد انقطاع دام سنوات طويلة، ليأتي هذه المرة ويحمل معه الكثير من الملفات التي يريد بها استعادة العلاقات الكاملة مع الدول القارة السمراء، لا سيما إثيوبيا على وجه الخصوص التي لديها خصومات كبيرة مع مصر على ملف المياه، تجسدت هذه الأهمية تجاه إثيوبيا في خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام البرلمان الأثيوبي، والذي لم يتجاوز 13 دقيقة حيث تحدث عن الكثير من الملفات المهمة.

المياه عنوان خطاب نتنياهو

وفي هذا الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام البرلمان الأثيوبي تعددت القضايا، ما بين علاقات تاريخية أضفى عليها نتنياهو طابعًا أسطوريًا، وبين رابطة الدم التي تربط بين الإسرائيليين والإثيوبيين، إلا أن الأهم في الخطاب، كانت قدرته على اختيار مصطلحاته، وترتيب أفكاره بشكل متفوق يأخذ بألباب الإثيوبيين ويسحرهم، كذلك طرحه لقضية المياه بشكل واضح وصريح، ليعلن تعاونه مع الإثيوبيين كي تصب مياه النيل في أي اتجاه يريدون، في رسالة موجهة في الأساس لمصر، مستخدما في إقناع الإثيوبيين، الكثير من الألفاظ التي تؤكد على أن الدوليتين أي الإثيوبية والإسرائيلية ليس بينهم اختلافات بل يربطهم رباط الدم، من خلال هذا الجيش الإسرائيلي الذي يخدم فيه الكثير من الإثيوبيين.

تحليلات تنذر بقرب حرب المياه

وفي سياق تحدث نتنياهو عن المياه، توالت العديد من التحليلات حيث أكد العديد من الكتاب والمحللين على أن استهداف نتنياهو الحديث عن المياه، في خطابه أمام البرلمان الأثيوبي على وجه الخصوص في خطابه، حيث أكدوا، أن خطاب نتنياهو يمثل تدشينًا لمرحلة جديدة، من مراحل حرب المياه في المنطقة، التي اتبعها نتنياهو  منذ أن مدت أيدهم بالمشاركة في بناء سد النهضة، أو حديثه عن العمل مع إثيوبيا "من أجل أن تصب المياه في أي اتجاه يريدون"  كما أكد في كلامه.

حرب المياه تسير بسرعة البرق

وفي سياق ما تقدم، أكد الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية ، أن حرب المياه على الرغم من كونه مصطلحا ليس بالجديد، ولكن يتخذ العديد من المراحل منذ تواجد هذا المصطلح، قائلا أن حرب المياه بما يحدث تسير بسرعة البرق.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن حرب المياه أصبحت واقعا فعليا، خاصة بتهديدها مصر التي لديها مشكلات كبيرة مع إثيوبيا التي تعد من أهم دول المنبع لمياه نهر النيل، لافتا إلى أن إنشاء سد النهضة، يعد من أهم السدود الكارثية لتي تنذر فعليا بقرب حرب المياه التي تتجمع أسبابها.

ولفت إلى أن إسرائيل بدخولها إفريقيا في الأسبوع المنصرم وحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بالأخص عن المياه، يعد فصلا جديدا من فصول هذه الحرب التي أعلنتها إسرائيل على مصر، قائلا " كلام نتنياهو كان واضحا ورسائله مدوية تماما خاصة بشأن المياه التي تتصاعد كوارثها، مشددًا على مصر أن تتماشي بين السلمية وغير السلمية في التعامل مع هذا الملف.

خطاب نتنياهو يؤجج صراع المياه

من ناحيته أكد الدكتور صفوت عبد الدايم، خبير المياه الدولي، أن حديث نتنياهو أمام البرلمان الأثيوبي يعد من الأمور التي أثارت اهتمام الكثيرين، حيث أنها تعد من الأمور التي تنذر بمزيد من المشكلات الكثيرة بشأن المياه.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ" الفجر"، أن حديث نتنياهو يدشن فعليا لمرحلة جديدة من مراحل حرب المياه التي تتقدم أيضا بسرعة فائقة، فضلا عن أن دخول إسرائيل على هذا الخط سيعقد العلاقات الأثيوبية المصرية كثيرا، حيث ستكون إسرائيل عونا وسندا لهم في هذا المجال.

وبيّن أن الخطورة تزداد أيضا، عندما تحدث نتنياهو عن الكثير من المشروعات الزراعية مثل مما يعطي أهمية كبيرة للمياه، مشددا على أن الأمور تتعقد كثيرا وتحتاج إلى حلول فلكية.