سكان قرى "مطوبس" تحت خط الفقر في كفر الشيخ (فيديو وصور)
- أهالي "أبو خشبة" معندناش مياه شرب ولا كهرباء
- سكان برج مغيزل "أصيبنا بالأمراض من تلوث "الترعة"
- أبناء الجزيرة الخضراء"نعيش حياة غير ادمية
- انتشار القمامة والحيوانات النافقة يهدد أبناء القرى
- المسؤلون: جاري تنمية وتطوير القرى
- مشروع الاستزراع السمكي سيوفر فرص عمل
على ضفاف طريق طويل وضيق تجد البيوت البسيطة المصنوعة من الأحجار والطين تعبر عن الواقع الاجتماعي لقاطنيها، وجوه يملأها الألم والأمل، فكلما اقتربت كزائر من تلك القرى تجد البؤس في أقصى مظاهرة.
طريق "محفور" بالمطبات والحفر ومساكن بُنيت بالطوب والحجارة والطين، أزفة متربة، وعلى أرصفة المقاهي تجد وجوها رسمت قسوة الحياة أخاديد عميقة عليها، تجد الأطفال والسيدات يغسلن ملابسهن وأطباقهن في مياه البحر الملوثة، المليئة بالقمامة والطيور النافقة، وعلى الرغم من كثرة الخطط الرسمية التي أعلنتها الحكومات المتعاقبة على مدار العقود الماضية لتنمية وتطوير القرى الفقيرة، إلا أن العديد منها ذهبت أدراج الرياح أو ظلت حبيسة الأدراج،،وبقيت هذه القرى تعاني التهميش والنقص الشديد في أبسط الخدمات الأساسية.
- الأمراض تحاصر أبناء "أبو خشبة"
قرى برج مغيزل وأبو خشبة والجزيرة الخضراء، التابعين لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، تلك القرى التي يعيش أهلها حياة بائسة بسبب قلة الإمكانيات وانعدام الخدمات.
فالبحث عن كوب ماء نظيف معاناة يومية لأسر كثيرة، أطفال وشيوخ أصيبوا بالأمراض والأوبئة، بسبب اعتمادهم في المقام الأول على مياه الترعة التي تتصدر القري .
في بداية الطيق تجد لافته مُدون عليها "مرحبا بكم" فى قرية ابو خشبة ،ونسى الرسام أن يكتب عليها "مرحبًا بكم" في قرية تفتقر لادنى مقومات الحياة، يعاني أهلها من عدم وجود صرف صحي ولا مياه للشرب,
- انقطاع مياه الشرب والكهرباء
وعندما تقترب قليلاً تجد أهلها يلتفون حولك يشرعون أنك ليس من المنطقة، وعندما تسألهم عن أحوالهم يجيب عليك أحمد مروان - الطالب الذى يبلغ من العمر 15 عامًا، ويدرس بالصف الأول الثانوي التجاري، ليقول لك "أحوالنا لاتسر عدوا ولا حبيب "معندناش مياه شرب ولا حتى كهرباء دائمًا بتقطع، الصرف الصحي طافح ومغرق بيوت القرية والمسؤولين مش بيتحركوا".
وتتحرك قليلاً نحو فتاة يبدوا عليها الألم لكن الابتسامة لا تفارق وجهها، وعندما تريد التحدث معها تكون "لا معندناش بنات تتطلع في التليفزيون" فتضطر لسؤال رجب أحمد - أحد أبناء القرية، الذي يُجيب مسرعًا "شوف الترعة اللي وراك هتعرف كم الأمراض التي أصابت أبنائنا وأطفالنا، وشوف البيوت اللي حواليك هتعرف كم البؤس اللي احنا عايشين فيه".
- تلوث المياه وانتشار القاذورات
وأضاف رجب .م- 43 عامًا" أن المياه ملوثة وأهالي القرية حاصرتهم وأبنائهم الأمراض ولم يستجيب أحد من المسؤولين لمطالبنا رغم إصابة أبنائنا بالعديد من الأمراض، ومحدش بيسال فينا والاطفال مريضة موضحًا أن المصرف الذي يتوسط القرية ويقسمها لنصفين مليئ بالقاذورات والقمامة مما يسبب الأمراض الكثيرة .
وعلى بعد مايقرب من 5 كيلو مترات من هذه القرية تجد قرية أخرى تسمى "برج مغيزل" هذه القرية التي اشتهرت بقرية "الأحزان" نظرًا لكثرة مصرع أبنائها أو القبض عليهم في المياه الإقليمية الدولية لهجرتهم لبعض الدول نظراً لعملهم في حرفة الصيد ، إلا أنك بمجرد أن تطأ قدماك للقرية تجدها مثل كثير من قرى مصر التي يحاصرها التلوث ويعاني أبنائها من الأمراض .
في مدخل القرية تجد مسجد صغير بمجرد أن تقترب منه تزكم أنفك رائحة كريهة منبعثة من المصرف، الذي يقع أمامه ويحتوي على كافة أنواع القاذورات والطيور الميتة دون تدخل المسؤولين.
- وضع بائس في برج مغيزل
وعندما تترجل قليلاً تجد عدة مقاهي يصطف عليها العشرات من أبناء القرية في عز النهار دون عمل، وبمجرد تجولك في القرية بسيطا تجد السيدة العجوز ترتدي ملابس بالية، وأخرى ترتدي ملابس سوداء حزنًا على فقدان ابنها في مياه البحر أو القبض على زوجها في سجون الدول العربية، وتجد فتاة في عز ربيعها تحمل أطفالها الصغار، وتجلس أمام باب المنزل الذي يغرق بمياه الصرف الصحي، كل شيء في هذه القرية يعبر عن وضعها الغارق في البؤس.
وأشار مصطفى المقدم - أحد أبناء القرية ، إلى أن القرية ضمن عدد من القرى التي تعد الأكثر فقرًا في المركز، وأن الخدمات الصحية متدهورة ولا يوجود للأدوية بها ونضطر إلى اللجوء للعيادات والمستشفيات الخاصة في مدن المحافظة، وهو ما يمثل عبئًا إضافيًا على كاهل الأسر الفقيرة.
- طرق الجزيرة الخضراء مهلهلة
وتابع علي عبد الله - أحد أبناء قرية الجزيرة الخضراء، أن القرية تعاني الإهمال الشديد، فلا وجود لمياه الشرب، والتيار الكهربائي ينقطع باستمرار، والطرق مهلهلة ولا وجود للخدمات فيها.
وأكد المهندس علي عبد الستار - رئيس مركز ومدينة مطوبس، على إجراء تطوير تنمية عدد من قرى مطوبس على رأسها برج مغيزل، حيث يتم رصف وتدبيش الطريق الواصل لقرية أبو خشبة تقاطع الطريق الدولي الساحلي بطول 3.5 كم، إضافة إلى تغطية ترعة الرشيدية المارة بوسط قريتي برج مغيزل والجزيرة الخضراء بطول 600 متر، بتكلفة 2,5 مليون جنيه.
- تنمية وتطوير القرى
وأضاف "عبد الستار" - في تصريحات خاصة لـ"الفجر" - أنه تم تسليم موقع إنشاء مركز شباب قرية برج مغيزل للقوات المسلحة، للبدء في التنفيذ لإقامة مبنى إداري وملعبين خماسي مغطى بالنجيلة الصناعية وحديقة أطفال، وتخصيص مساحة 5 أفدنة بجوار منطقة الفنار بقرية أبو خشبة، لإنشاء مدرسة ثانوي صناعي، لتعليم حرفة الصيد بتكلفة 22 مليون جنيه، بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
وأشار "عبد الستار" إلى أن هناك لجنة لمُشكلة لمعاينة الطريق البديل لصائدي الأسماك والتي سيتم إنشاءه بجوار المنطقة الصناعية الواقعة لعى الطريق الدولي، مشيرًا إلى أن اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ، قد وافق على إنشاء طريق بديل لصائدي الأسماك من أبناء قرية أبو خشبة والجزيرة الخضراء وبرج مغيزل بعد غلق الطريق القديم لهم تسهيلاً عليهم.
وأوضح أن هناك طريق مقترح لعمل الكورنيش على شاطئ البحر وذلك بناءًا على توجيهات اللواء كامل الوزيري رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
- مشروع الاستزراع السمكي
تابع رئيس مركز ومدينة مطوبس، أن القوات المسلحة تنفذ طريق وتوسعة طريق الفنار بقرية الجزيرة الخضراء بطول 18 كيلو متر، حيث تقوم شركة المقاولات برئاسة المهندس فوزى الرفاعي بتنفيذه، إضافة إلى إنشاء الكورنيش، وعمل 3.50 كيلو ترميم من أول طريق أبو خشبة حتى برج مغيزل، كما تنفذ طريق بطول 15 كيلو متر بداية من تقاطع قرية الجزيرة الخضراء مع الطريق الدولي الساحلي حتى البحر المتوسط والواصل إلى مشروع الاستزراع السمكي ببركة غليون مما سيوفر فرص عمل لأبناء المنطقة، ويقضي على الهجرة غير الشرعية.