خبراء يطالبون مصر باتخاذ هذه الإجراءات بعد عودة إسرائيل لأحضان إفريقيا
لا تزال الزيارة الإسرائيلية إلى الدول الإفريقية بعد قطيعة دامت سنوات طوال، تلقي بظلالها السيئة على القضايا المصرية مع الدول الإفريقية، لاسيما مع الإهمال الكبير الذي ظلّ مستمرًا من قبل الجانب المصري تجاه القارة السمراء، لفترات ليست بالقليلة، مما أدى إلى مشكلات وتم استغل هذا فعليا من قبل الجانب الإسرائيلي.
نتنياهو يطرح ما عنده
قام رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بزيارة وصفها بأنها تاريخية، وأن إفريقيا تعود للأحضان الإسرائيلية وكذلك تعود إسرائيل أيضا لبيتها الأساسي على حد قوله وتعبيره، وأعلن عن عمق العلاقات بين إفريقيا وإسرائيل، بجانب إعلانه عن العديد من الاتفاقيات التي ستأتي مستقبلا، حيث رافقه أثناء الزيارة ما يقرب من 80 رجل أعمال من 50 شركة إسرائيلية بهدف إقامة علاقات تجارية مع الدول الإفريقية.
كما أعلن أيضًا أن إسرائيل ستدعم إثيوبيا للاستفادة من مواردها المائية في تطوير الزراعة من خلال مدها بالتكنولوجيا الإسرائيلية، حيث أكد في كلمة مقتضبة ألقاها أمام مجلس النواب الإثيوبي، أن "أديس أبابا تنتهج الطريق الصحيح في التنمية، وسنعمل على دعمها وتعزيز المشاريع التنموية في البلاد".
كما نوه نتنياهو إلى أن إسرائيل تسعى لفتح سفارات لها في جميع الدول الإفريقية، كما ترغب من الدول الإفريقية أيضا بفتح سفاراتها في إسرائيل.
مصر تنتفض
وعلى إثر هذه الزيارة انتفضت وسائل الإعلام والصحف المصرية، حيث أكد الكثير من المختصين أن زيارة إسرائيل لإفريقيا تعد من الخطورة بمكان على مصالح مصر، بل جاءت لتنهي تماما على الدور المصري في إفريقيا، مشددين على التحرك السريع وإيجاد طرق ووسائل هامة تتعامل مع هذا الموقف المحرج للغاية، قبل أن تتطور الأمور إلى الأسوأ.
"الفجر" حاولت هي الأخرى، أن تطرح مزيد من التساؤلات حول التعرف على أهم الطرق التي يجب أن تتبعها مصر لإيجاد حل لهذه المشكلة، والتي يحذر منها الخبراء جراء زيارة نتنياهو إلى الدول الأفريقية، وهل لا تزال مصر تمتلك هذه الحلول أم فات الأوان ولم يعد في الإمكان من حلول؟.
الإعلام والحفاظ على المياه والتسليح
البداية كانت مع الدكتور حسن وجيه، أستاذ التفاوض الدولي، الذي أكد مبدئيا على خطورة إسرائيل في إفريقيا، قائلا إن عودة إسرائيل إلى إفريقيا في هذا التوقيت يمثل العديد من الرسائل السلبية لمصر.
وعن الوسائل التي يجب أن تتبعها مصر في إيجاد حلول سريعة، أضاف أستاذ التفاوض الدولي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الأمر يتطلب التعامل على العديد من الأصعدة، يأتي على رأسها الإعلام الذي أهمل إفريقيا تماما، وبات لا يهتم إلا بالتفاهة وسفاسف الأمور وترك القضايا الكبرى مثل قضية مصر وأفريقيا على حد قوله، وذلك عن طريق إشعار هذه الدول من خلال الإعلام أن هناك اهتمام بقضاياهم.
كما أكد أيضا على ضرورة توعية المصريين الحفاظ على المياه التي تهدر يوميا بطريقة غريبة، قائلا: "إن هذا الأمر لابد من الاهتمام به بالتوازي أيضًا مع هذه الخطوات بحيث لا تتفاقم أزمة المياه، والحفاظ على ما تبقى منها".
وعن الخطوات الأخرى، أكد وجيه، أن الدولة المصرية لابد أن تعمل أيضا على الاهتمام بتسليح الجيش، وذلك تحسبا لأي مشكلات مستقبلية، لافتا إلى أن الأوضاع لا تطمأن على الإطلاق، خاصة مع دخول إسرائيل من جديد على الخط.
عقدة أزمة المياه مع أثيوبيا
ومن ناحيته أكد الدكتور صفوت عبد الدايم، الأستاذ بالمركز القومي للمياه والأمين السابق للمجلس العربي للمياه، أن قضية المياه بين مصر وإثيوبيا أصبحت تحمل الكثير من المشكلات، ولم يعد أحدا يقدر على قراءة الوضع خاصة مع دخول إسرائيل قاصدة على وجه الخصوص استعمال قضية المياه في الضغط على مصر.
وعن الحلول، أضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن مصر عليها أن تهتم بالعديد من الخطوات بحيث تستطيع حل هذه المشكلات التي تتعقد كثيرا، والتي من بينها، العمل على تقوية العلاقات بأي وسيلة من الوسائل كانت، بحيث تستغلها مصر لتقوية العلاقات مع الدول الإفريقية، قائلا إن العلاقات تعني المصالح المشتركة، وبالتالي على مصر أن تضع بدائل قوية لإفريقيا بحيث تكون بديلا لإسرائيل ولو في بعض القضايا، فضلا عن تنحية جميع الخلافات بين مصر وبين الدول الإفريقية، على وجه السرعة المطلقة والبدء في صفحة جديدة تدعمها جميع المؤسسات، للاستحواذ على اهتمامهم.
وشدد على أن مصر لا تزال تمتلك أسلحة قوية في جميع المجالات لغزو إفريقيا ومد يد التعاون، لكن الإشكال الوحيد هو عدم تفعيل هذه الركائز وتلك القضايا، شريطة الجدية.
التوحد العربي
وأكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، على أن الحل الأساسي هو التوحد العربي أمام ما تفعله إسرائيل، لافتًا إلى إن القضية لا تطال مصر وحدها، وإنما تطال جميع العرب والدول الإسلامية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه لو لم يحدث توحد من قبل الجانب العربي والعمل على اجتذاب إفريقيا من الأحضان الإسرائيلية مرة أخرى فلا تلوم الدول العربية إلا نفسها وعليها أن تنتظر المزيد من الكوارث وخراب البيوت .