"مدرب المحلة وزفة الفيوم" فضائح زلزلت مصر.. وعلماء النفس: انحدار اخلاقي والسبب "المواقع الاباحية"
برغم العادات والتقاليد التي تعد من أهم الأركان الأساسية التي تقف حائطا منيعا أمام الكوارث المجتمعية لا سيما الأخلاقية منها، حيث دائما ما ترتبط ارتباطا وثيقا مع الأخلاق الحسنة التي تُستمد بالأساس من ثقافات الشعوب التي بنيت على أساس أخلاقي ديني، إلا أن المجتمع المصري أصبح يجتاحه الآن الكثير من الأخلاقيات السيئة من بينها ما يتعلق بـ"الأعرّاض".
شهدت قرية المختلطة بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، قيام إحدى العائلات بالقرية بزفة رجل وهو يرتدى قميص نوم، وجابوا به جميع أنحاء القرية، انتقاماً منه بعد قيامه بتصوير زوجته فى أوضاع مخلة، وإذاعة مقاطع وصور لها على مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار ما حدث في مسلسل الأسطورة للفنان محمد رمضان، هذا الأمر الذي يفجر كارثة أصبحت في تزايد مستمر تتمحور حول تصوير الأزواج زوجاتهم في أوضاع مخلة.
ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، حيث تكررت كثيرا قبل ذلك، كان أشهرها حادثة الراقصة دينا التي كانت متزوجة من رجل الأعمال حسام أبوالفتوح الذي عمل أيضا على تصويرها في أوضاع مخلة وسرب الشريط الجنسي إلى مواقع الإنترنت، مما سبب في اشتعال أزمة إعلامية حينها.
كما تمكنت مباحث الآداب بالقاهرة قبل ذلك أيضا من القبض على طبيب يعرض زوجته على راغبى المتعة الحرام، مقابل المال، شريطة أن يجلس معهما بغرفة النوم يشاهد كواليس معاشرة الزبون لزوجته، جاء ذلك بمنطقة البساتين وتم ضبط زوجة الطبيب أثناء ممارستها الرذيلة داخل غرفة النوم مع مأمور ضرائب في وجود الزوج، وتبين أنه شاذ جنسياً، ويعرض زوجته على راغبى المتعة الحرام مقابل جمع المال.
ولم يقتصر الأمر بين الأزواج والزوجات، ولكن لم تغب أيضا الكاميرات الناقلة، حيث كانت الواقعة الشهيرة باسم "فضيحة مدرب كاراتيه المحلة، حيث قام مدرب كاراتيه بنادي صحي بتصوير نفسه وبعض السيدات في أوضاع مخلة، وأثبتت التحريات والتحقيقات التي أجريت بعد ضبطه قيام المدرب بممارسة الرذيلة معهن، وتصويرهن في أوضاع مخلة، ثم يقوم بحفظ الفيلم على جهاز "اللاب توب"، وحبس سنتين مع الشغل والنفاذ.
وتكرر هذا أيضا في محافظة الغربية، حيث فوجئ الأهالي بتداول مقاطع جنسية على هواتفهم المحمولة، تشير إلى قيام أحد الأشخاص مِمَن قِيل حينها إنه ينتمي للتيار السلفي، ولديه شركة خاصة بتصوير بعض السيدات في شركته وهم في أوضاع مخلة.
الظاهرة في تزايد.
وفي سياق ما سبق أكدت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع، أن المجتمع أصبح ينحدر انحدارات أخلاقية تجعله في قاع المجتمعات المنهارة أخلاقيا، لافتة إلى أن ظاهرة تصوير الرجل لزوجته في أوضاع مخلة كما فجرتها حادثة رجل الفيوم، يعد من أسوأ ما وصل إليه المجتمع المصري.
وأضافت أن المشكلة تتزايد وبكثرة، مرجعة السبب إلى الانفتاح السيئ على ما تصدره الثقافات الغربية التي تأتي من خلال المواقع الإباحية، وكذلك برامج ودراما وسينما الفضائيات التي تحض جميعها على الفساد والانحلال غير الأخلاقي، مشددة على أهمية تغليظ العقوبة على من يفعل هذه الأفاعيل الشنعاء والتي تحض على نشر الفجور والرذيلة.
السبب.. الاستمتاع والتقليد.
من ناحيته، قال الدكتور أحمد عبد الله أستاذ علم النفس، أن مشكلة "الفضائح والأعراض" تجتاج المجتمع المصري الآن، وأصبحت تنتشر كانتشار النار في الهشيم وهي تصوير الإنسان نفسه في الغالبية تأتي في أوضاع مخلة بالشرف وتدعو إلى الانحلال والفجور.
وأضاف أن تصوير الإنسان لذاته يأتي ضمن الولع والافتتان الشديد بالتصوير، حيث يشعر الإنسان حينها باللذة والاستمتاع الذي سماه بالزائد ممن خلال ما يحدث، فضلا عن عنصر التقليد للمواقع الإباحية الذي تصدره الدول الغربية للعالم العربي.
وشدد على أن الحل يستوجب خطط تتصدى لهذه المواقع الإباحية، والتعديل في الكثير مما يصدره الإعلام الذي يساعد أيضا في نشر هذه الظاهرة والعلاج يستوجب خطط.
تؤدي بالنهاية إلى تفكك المجتمع.
كما أكد الدكتور طه أبو الحسن أستاذ علم الاجتماع، أن هذه الظاهرة غير الأخلاقية أصبحت تمثل كارثة كبرى على المجتمع حيث تدعو إلى مزيد من الانحلال والتشرذم الأخلاقي، الذي يؤدي بالنهاية إلى تفكك المجتمع.
وأوضح أن الملاحظ أيضا هو ارتكاب تلك الأفعال المشينة أخلاقيا من قبل أوساط وأحياء القرى وليست المدينة فحسب، كما بينت المشكلة الأخيرة التي حدثت في الفيوم حيث يظهر من خلالها رجلا فلاحا عاديا، وهذا ما يؤكد أن المشكلة تتخذ مناحي أخرى متوسعة.
وشدد على أن الحل يكمن في التصدي لحالة الانفجار الشديد غير الأخلاقي الذي يعيشه المجتمع، الذي باتت كل مظاهره تحرض على ارتكاب مثل هذه الأشياء الكارثية، فضلا عن تبني خطط من قبل المؤسسات الدينية تكرس الرجوع إلى الأخلاق مرة أخرى، وضرورة تبني الإعلام أيضا ذات الاتجاه.