أحمد الشيخ يكتب: العاهرة

مقالات الرأي

أحمد الشيخ
أحمد الشيخ


قد يكون العنوان صادم ولكنه لا يوازى صدمتى وأنا أشاهد دور الصحفية جيهان في مسلسل الخروج، فلم أصدق عينى وانا أشاهد صورة الصحافة المصرية مجسدة في عاهرة "تصطاد" الشباب من على المقاهي في بجاحة وفجاجة لم أرى لها مثيلاً من قبل.

 

وعلى الرغم من أن الدور ثانوى وغيابه لا يؤثر في أحداث المسلسل على الإطلاق إلا أن الكاتب سخر كل أدواته لتشويه صورة الصحافة مدفوعاً بأغراض سياسية يجب الوقوف أمامها بكل حزم، في مرحلة خطيرة من تاريخ وطننا العزيز.

 

فقد تعودنا على دور الصحفي المدافع عن قضايا الوطن، الذي قد يدفع حياته أو حياة أقرب الناس إليه ثمناً لدفاعه عن قضايا الضعفاء والمظلومين ضد الجشع والظلم والسلطة الغاشمة التى تبطش في كثير من الأحيان، ولكن الدور الجديد الذي وضعه الكاتب الذى أتعمد عدم ذكر أسمه لأنه لا يستحق الذكر من الأساس، هو الجانب المظلم لمهنة الصحافة، متمثلاً في دور جيهان التى لم تترك رزيلة إلا وتحلت بها فهى الفتاة "المستهترة – المبتزة – الغير متزنة – العاهرة في معظم الاحيان"، والتى لا تتفق أفكارها أو أخلاقها مع مجتمعنا أو مع أخلاق مهنتنا الجليلة.

 

وإذا تعمقنا أكثر سنجد أن هناك البعض مثل هذا الكاتب الذين يسعون في الفترة الأخيرة إلى تسويق صور ذهنية مبتذلة ورخيصة للصحافة والإعلام المصري، خدمة لأهداف البعض ممن يرون أن الصحافة كشفت سوءاتهم و"عرتهم" أمام الناس خصوصاً في الفترة الأخيرة، وهو ما يدفعهم للانتقام مستغلين بعض ضعاف النفوس، وأصحاب الذلات ليشوهوا كل مدافعاً عن الحقيقة، كاشفاً لها لأن مثل هؤلاء لا يستطيعون العمل في النور ولكن مأواهم الظلام والظلمات.

 

ولكن الأغرب هو موقف نقابة الصحفيين التي لم تتخذ أى إجراء قانوني ضد كاتب المسلسل ومنتجه، رغم أن العديد من النقابات المهنية المحترمة قد اتخذت مواقف سابقة ضد أعمال من هذا القبيل شوهت متعمدة صورة زملاء مهنيين لخدمة أصحاب المصالح في قضايا مشابهة.

 

وأنا من هنا أطالب نقابة الصحفيين باتخاذ موقف قوي ضد العمل وكاتبه ومنتجه، وأن لا يمر هذا أمر مرور الكرام لما له من أضرار على كافة الشرفاء في تلك المهنة الجليلة لما يتركه لدى العامة من صورة ذهنية فاسدة للصحفيات على وجه الخصوص وللمهنة بوجه عام - أفيقوا يرحمكم الله.

 

 [email protected]