عميد "الدراسات الإسلامية للبنات" ببني سويف لـ"الفجر": الإسلام يساعد على التغيير والتطوير (صور)

طلاب وجامعات

بوابة الفجر


قال الدكتور علي عبدالباسط مزيد، عميد كلية الدراسات الإسلامية ببني سويف، إن نصوص الشريعة الإسلامية تستوعب متغيرات الأزمنة وأحوال وطباع الناس، ما يساعد رجال الدين على تغيير وتطوير لغة الخطاب الديني وأسلوب الحوار بما يتواكب مع متغيرات العصر.

وأضاف عميد كلية الدراسات الإسلامية فى حوار مع "الفجر" لقد حمل الأزهر على عاتقه منذ نشأته محاربة التطرف الفكري، وتبني الوسطية والاعتدال، انطلاقًا من الموروث الديني الذي يركز في العديد من نصوصه المقدسة على ذلك، وإليكم نص الحوار.

ـ فى البداية كيف تدرجت فى المناصب العلمية إلى أن وصلت لعمادة الكلية الأزهرية ببني سويف؟

تخرجت من قسم الشريعة الإسلامية جامعة القاهرة وبدأ حياتي العملية معلمًا بالتعليم الأساسى العام ولم يمنعني عملي من شغفي بعلوم القرآن والحديث حيث حصلت على الماجستير والدكتوراه من نفس القسم، ومن خلال إحدي المسابقات الأزهرية وفقنى الله من التعيين "مدرسًا" بقسم الحديث وعلومه عام 99 بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات ببنى سويف التابعة للأزهر ثم حصلت على أستاذ مساعد فى نفس التخصص بعد 4 سنوات ثم الأستاذية فى نفس التخصص عام 2012، وترأست عقب ذلك قسم الحديث وعلومه بالكلية وأخيرا عميدًا للكلية عام 2015 صدر له ما يزيد عن 50 مؤلفا وبحثا.

ـ ما هو دور الأزهر في التهتمام بالنشأ؟

الأزهر الشريف أكبر مؤسسة تعليمية فى العالم، والمعاهد الأزهرية منتشرة فى جميع أنحاء البلاد، وهى تتبنى فى مناهجها الفكر المعتدل القائم على التسامح والصفح والعفو وحسن المعاملة، والذى لا يحمل بعضا لأحد ولا كرها لأى مخلوق، وهناك المسابقات التى تحفز النشأ وتشجعهم على حفظ كتاب الله تعالى وعلى التفوق الدراسى، فيربى الأزهر كل عام جيلا من النشأ على الوسطية والإعتدال وعلى المحبة والإيخاء وحتما سيكون لهؤلاء دور فى خدمة مجتمعهم حين يكبرون بغض النظر عن أيه وظيفه يعملون فيها.

ـ ما هو دور الأزهر في محاربة الفكر المتطرف؟

لقد حمل الأزهر على عاتقه منذ نشأته محاربة التطرف الفكري، وتبنى الوسطية والاعتدال، انطلاقًا من الموروث الديني الذي يركز في العديد من نصوصه المقدسة على ذلك، وقد قال تعالى"وكذلك جعلناكم أمه وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"، فالرسول صل الله عليه وسلم على خيرية الوسطية فقال "خير الأمور أوسطها" وأعلن النبى صل الله عليه وسلم أن رسالته مقصورة على السماحة والإعتدال، فقال" إنما بعثت بالحنيفيه السمحه"، وصرح النبى صل الله عليه وسلم بأن التشدد فى الرى والتنطع فى الفكر ما له الهلاك وأن القائمين عليه هلكى فال" هلك المتنطعون".

فكل نصوص الشرع تفهم فى إطار مضاهضة التطرف والعنف والغلو..فتبنى الأزهر هذه الوسطية وركز عليها من خلال الدعوة فى المساجد " فى الدروس والخطب"، ومن خلال مناهج التعليم فى المعاهد والجامعات، وممن خلال القوافل الدعوية التى تجوب البلاد طولا وعرضا للتوجيه والتوعية والإرشاد.

ـ كيف يواجه الأزهر الفتاوى العشوائية؟

في الأزهر علماء متخصصين ومن مهمتهم تبصير الناس بما هو صواب والرد على الشبهات التى تثار حول الإسلام من آن لاى آخر، وذلك من خلال بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءه، فضلا عن تدريس ذلك للشباب فى مراحل التعليم المختلفه، ثم لا ننسى دور مجمع البحوث الإسلامية الذى يرد على الفتاوى الخاطئة ويصدر الفتاوى الصحيحة، فضلًا عن دار الإفتاء التى يأتي اليها الناس من شتى البلاد.

ـ كيفية يتم تطوير الخطاب الديني بما يواكب متغيرات العصر؟




الصوم من أهم أركان الإسلام ومن الدروس المستفادة منه تطوير الخطاب الدينى والمرونة فى المعاملة ومراعاة حال الناس فقد قال تعالى " ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" وعلى القائمين على الدعوة مراعاه ذلك فى التوجيه والإرشاد.

وبيان الأحكام الشرعية للناس، فلا يجبر الناس على الأخذ بالعزيمة ما دامت هناك الرخصة، فالله يحب أن تؤتى رخصه كما يجب أن تؤتى عزائمه، فقد سافر النبى صلى الله عليه وسلم فى أيام رمضان ومعه أصحابه فمنهم فمنهم من أفطر ومنهم صام فلا عنف أحد فليكن الداعية مؤديا دوره فى إطار الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتى هى أحسن فتلك هى أمهات أسس الدعوة كما وضعها القرآن الكريم، وهناك الدعاه فى الشرق والغرب وهذا يتطلب من الداعية تطوير نفسه من حيث لغة الخطاب وأسلوب الحوار ومراعاة الظروف والأحوال وطباع الناس فنصوص الشريعة الإسلامية تستوعب كافة ذلك.

ـ ما هي مقومات صلاحية الدين الإسلامي للدنيا والدين؟

الإسلام خاتم الأديان فلابد أن تتوافر فيه مقومات الصلاحية لكل زمان ومكان ومراعاة جميع الأحوال وأن تتضمن السمات التي لا توافر في غيره، فالإسلام يحارب العصبية القبلية والطائفية والمذهبية قال رسول الله"دعوها فإنها منتنه".

ولا فرق في الإسلام بين شخص وآخر،لابين ذكر وأنثى وعربى وعجمى الا بالتقوى والعمل الصالح، قال الله تعالى" إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" والجميع يكافىء على عمله الصالح بغض النظر عن لونه وجنسه.

ويحث الإسلام على احترام الكبير والصغير ومراعاة حقوق الإنسان والحيوان والطير وأمر الإسلام بالعفو والصفح والتسامح وقال تعالى" ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن" ويحس الإسلام على الإهتمام بالرقابة الذاتية التى تحفظ العبد من الإنحراف فى غيبة القانون يلتزم المسلم بالضوابط والقوانين في السر والعلن.

ويعلى الإسلام من قدر الإيجابي والمنضبط ويحارب الرشوة والمحسوبية والغش والفساد ويحث الإسلام على البر والمحبة وحسن المعملة فى البيع والشراء والقضاء والدين فقال الرسول الكريم"رحم الله رجلا سمحا إذا باع سمحا إذا إشترى، سمحا إذا اقتضى" وكل جانب من جوانب الإسلام يدل على عظمته، والمهم أن يطبق الناس تعاليم الإسلام لتتضح هذه العظمة.

ما هو دور المسجد من خلال أئمته فى تحفيز الشباب وجذبهم للعبادة؟

لقد اهتم الإسلام بالمسجد كثيرًا لما له من رسالة مهمة ودور عظيم وخاصة في التوعية بأمور الدين والدنيا وذلك من خلال الأئمة والدعاة والخطباء التى كلفتهم الدولة بهذه المهمة، وعليهم مسئولية تحفيز الشباب خاصة للعبادة والطاعة، وذلك من خلال الثقافة الصحيحة والوعى السليم بأمور الدين وحرص الداعية أن يكون قدوة فى العبادة وحسن السلوك، فضلًا عن تنوع فى الموضوعات وأن تكون مركزة وواضحة، والإبتعاد عما هو محل خلاف ولا يتعصب الداعية لرأى ويتجنب لغه الهجوم والنقد غير البناء وأخيرا أن يراعى المرونة فى الخطاب الدعوى فقد قال النبى "إنى بعثت معلما ولم أبعث معنفا" وأن يتحرى الداعية اللغة التى تخاطب العقول والقلوب فقد قال تعالى مخاطبا نبيه ورسوله" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".

ـ وأخيرًا.. ما هي رسالتك للمسلمين من أجل الإستفادة بفضل شهر رمضان؟

شهر رمضان المبارك موسم للطاعات وعمل الخيرات وفرصة يجب اغتنامها فالحسنات فيه تضاعف ويكون أجر الفريضة بأجر سبعين فريضة فيما سواه والنافلة بأجر فريضة فيما سواه فليحافظ المسلم على الصلوات الخمس فيه وليهتم بالنوافل وليجعل لنفسه وردا من كتاب الله تبارك وتعالى كل يوم تمكنه من ختم القرآن على الأقل مرة فى الشهر الكريم وليكن له ورد من التسبيح والذكر والإستغفار والصلاة والسلام على محمد صل الله عليه وسلم، وليخصص المسلم وقتا للجلوس مع أبناءه وأسرته للتوعيه وتعلم بعض أمور الدين.