في الذكرى الأولى لاغتياله.. 4 تحليلات جاوبت على الأسئلة الصعبة حول مقتل نائب الشعب "هشام بركات"
استيقظ الشعب المصري، في مثل هذا اليوم من العام الماضي، الذي كان يوافق يوم الاثنين 29 يونيو، على فاجعة اغتيال نائب الشعب، المستشار هشام بركات، النائب العام المصري، الأمر الذي تسبب في جدل واسع في الشارع المصري، والذي طرح العديد من الأسئلة، منها لماذا النائب العام تحديدًا ومن الذي قتله ولماذا قبل يوم واحد من ذكرى 30 يونيو.
وفي السطور التالية، بمناسبة احياء الذكرى الأولى لاغتيال المستشار هشام بركات، رصدت "الفجر" أهم التحليلات حول الواقعة المؤسفة حينها.
"داعش" واغتيال النائب العام
أوضحت التحقيقات وتحليلات الخبراء أن واقعة اغتيال نائب الشعب هشام بركات، هي الأشـد خطورة منذ عشرات السنين، كما أكدت بشكل كبير أن هذا الحادث تجسيدًا حقيقيًا للإرهاب الذي رسمته الأيدي الداعشية منذ إعلانها التواجد داخل الأراضي المصرية، وأن دقة رصد الضحية والعمل المخابراتي الدقيق الذي تم به تنفيذ الحادثة، والنتيجة التي حققها منها لا يمكن أن تقوم به أي جماعات ضعيفة أو حركات داخليه بسيطة وإنما داعش التي انتقلت من إطارها المحلي الإقليمي، وولاية سيناء خير دليل على ذلك.
كما أكدت التحليلات أن لولاية سيناء لها الكثير من الثأر مع النظام المصري الحالي، بدأ مع إعدام شباب عرب شركس، التي ينتمي أعضاؤها إلى ولاية سيناء، حيث توعد تنظيم الدولة وقتها بالثأر لهم من الدولة المصرية في تسجيل مصور، وقد سبق اغتيال بركات بساعات قليلة، وتحديدًا في مساء ليلة التنفيذ التي سبقت الحادث، عندما قام تنظيم الدولة بنشر مقطع فيديو مصورا عن استهدافه لثلاثة رجال القـضاة.
مَـن الذي قتل النائب العام؟
في ردهم على هذا السؤال قال محللون أنه مما لا شك فيه أن التقرير الأمني الواضح في جمع المعلومة وحماية الشخصيات الرسمية من أهم أسباب مقتل هشام بركات"، كما أن هذا العمل الإجرامي لا يمكن أبدًا أن يكون فرديا، ولابد أن هناك الكثير من المنظمات الدولية التي تدعم الإرهاب على المستوى العالمي، كما تم اتهام جماعة الإخوان المدعومة من أمريكا ومخابرات عدة دول كبرى بسبب العداء الواضح من بعض الأحكام التي أصدرها بركات، وهو الرأي الذي رجحه الكثير من المحللين.
احتمالات
وهناك احتمالات ورؤى حول مقتل نائب الشعب، أسباب اغتياله من المفترض أن لا تخرج منهم، الأول
والثاني، أن يكون وراء اغتياله أحد الخلايا الداعشية التابعة لتنظيم الدولة الإرهابي والتي قتلت 3 من القُضاة قبل ليلة واحدة من اغتيال النائب هشام بركات.
وتشير التحليلات أن التفسير الآخر وراء مقتل بركات هم مُعارضي النظام والذين يتهمونه بنائب عام الانقلاب، على حد وصفهم من أنصار جماعة الإخوان والتي أعلن جماعتين تابعتين لهما وهما : "المقاومة الشعبية"، و"مجهولون ضد الانقلاب" عن مسؤوليتهما، ثم نفيهما في وقت آخر، لأن المستفيد الأول من مقتل بركات هم جماعة الإخوان وانصارهم.
أسباب استهداف "بركات" تحديدًا
وفي سؤال طرحه البعض، لماذا النائب العام تحديدًا وما هي أسباب استهداف موكبه، ورجوعًا للتحليلات السياسية، نجد أن التفسير الأول لهذا هو أن بركات يقف على رأس القضاة و الذين يصدرون أحكاما ضد كل من يعارض النظام الحالي والتي يصفها العالم كله بأنها غير مطابقة لمعايير العدالة، أو الإجراءات السلمية".
كما أنها رسالة تهديدية شديدة اللهجة لجميع القضاة بأن أيدي الإرهاب قد طالت أكبر رأس منهم، وأكبر دليل على هذا هو تصريح المستشار أحمد الزند، وزير العدل السابق، والذي فهم الرسالة جيدا، وقال في أثناء الجنازة :"إنه الثاني وعليه الدَّور".
كما أنه محامي الشعب والشخصية القضائية الأهَم في مصر والمسؤول الأول عن محاكمات الإرهابين وإحالتهم إلى محاكم الجنايات، وأن استهدافه كان بمثابة رسالة بالتهديد للقضاة من بعده حتى لا يصدرون أحكام مخالفة للقانون والدستور، كما أنها رسالة قوية لكل رموز الدولة باستطاعتهم الوصول إليهم مهما كانت التشديدات الأمنية محيطة بهم.
دلالات حول اغتياله ليلة 30 يونيو
وقالت تقارير تحليلية ردًا على لماذا يتم تنفيذ الاغتيال في ليلة 30 يونيو مما أكدت أنه مقصود لإفساد فرحة المصريين بالاحتفال بالذكرى الثانية لتظاهرات 30 يونيو 2013" والتي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان من الحكم، حتي لا يحتفل الشعب خوفًا من وجود تفجيرات أخرى تستهدف إرهاب الشعب، كما أن توقيت التنفيذ جاء بدون تخطيط، وأنه جاء فقط متزامنا مع الحدث، وليس له أية علاقة بذكرى 30 يونيو وما تلاها.
كما أنه رسالة من منفذي العملية للتشكيك في شرعية السيسي ونظامه، والتأثير السلبي على الاقتصاد المصري، وضرب البورصة، وتوقف حركة الاستثمارات الأجنبية التي كانت تستهدِفها مصر .