الدراما الرمضانية على طريقة الـ"كوبي بيست".. مواقع التواصل تكشف الأعمال الأصلية.. والبعض يسخر بـ"دبلجوها أحسن"
الشناوي: الاقتباس ليس ممنوعا شريطة الاعتراف
خيرالله: الاستنساخ أمر مقبول وبعض الأعمال ليس لها علاقة بالواقع
شومان: التقليد مباح شريطة عدم توسعه
مسلسلات رمضان تعد من العلامات والمميزات الأساسية في الأجواء الرمضانية، حيث يعد موسمها كل عام، وشهد رمضان هذا العام العديد من المسلسلات التي جاءت على اختلافها واختلاف موضوعاتها، لكن سرعان ما برزت في الحلقات العشر الأولى من إذاعتها الكثير من الانتقادات التي وجهت لها، فبات الكثير ينقب عن حقيقة هذه الأعمال، وأكد البعض لاسيما نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عن أن الكثير من الأعمال الدرامية لهذا العام أغلبها مأخوذة عن أعمال درامية أخرى أو أفلام عربية أو أجنبية.
مسلسل جراند أوتيل
وهو من أهم المسلسلات التي خطفت الأبصار بصورتها الجذابة، الذي أكتشف بعد إذاعته، أنه النسخة العربية لمسلسل إسباني يحمل نفس الاسم جراند أوتيل، وعرض فى التلفزيون الأسباني عام 2011 فى عدة مواسم متتالية.
الخروج
وهو أيضا من المسلسلات التي عرضت في رمضان هذا العام، والذي يلعب أدوار البطولة فيه الفنانين شريف سلامه وظافر العابدين والفنانة درة، وهو المأخوذ أيضا عن قصة مسلسل سويدي بعنوان "الجسر" والذي عرض عام 2011.
ونوس
كما أن مسلسل ونوس والذي يشارك في بطولته الفنان يحيى الفخراني هو مستوحى من مسرحية "فاوست" للفيلسوف الألماني جوته و الكثير من الأفلام تناولت نفس قصه هذا المسرحيةه منها فيلم سفير جهنم عام 1954 وفيلم المرأة التي غلبت الشيطان عام 1973.
هي ودافنشي
وفي هذا المسلسل يتشارك البطولة الفنان خالد الصاوى و ليلى علوى، وهو نسخه مطورة من فيلم يعلمه الجميع وهو فيلم عفريته إسماعيل يس الذي عرض عام 1954، وتعرض المسلسل مؤخّراً إلى هجومٍ قوي من قبل الكاتب المصري سعدني السلاموني، الذي طالب بإيقاف عرضه لأنّ المقيّمين عليه سرقوا فكرته دون علمه واستعانوا بهذه القصة، التي كان سبق وأصدرها المجلس الأعلى للثقافة عام 2004.
الكيف
والذي يقوم ببطولته الفنان باسم سمره وكذلك الفنان احمد رزق، يعلم الجميع انه مأخوذ عن فيلم الكيف الذى عرض عام 1985 وهذا المسلسل نسخه محدثه للفيلم.
شكاوى قانونية
وقد تعرضت بعض هذه المسلسلات لشكاوى قانونية أيضا ومنها مسلسلي "ونوس" و"ليالي الحلمية" تعرّضا لملاحقة قانونية من قبل المنتج محسن جابر لاستخدامهما أغاني تراثية دون إذن.
أما مسلسل "جراند أوتيل" تعرض لشكوى قضائية بعد اتهامه بسرقته من مسلسل إسباني يحمل الاسم نفسه، كذلك مسلسل "فوق مستوى الشبهات" للفنانة يسرا الذي قيل أنّه مسروق من المسلسل الأمريكي الشهير "زوجات بائسات".
انتقاد نشطاء مواقع التواصل
هذا وعلى الرغم من استحواذ هذه الأعمال الدرامية على نسبة عالية من المشاهدات، إلا أنه بسبب التقليد والمحاكاة لبعض الأعمال، أدت إلى حالة من الغضب الشديد وسط نشطاء، ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي حيث أتوا بصورة مماثلة تماما للعمل جراند اوتيل الأصلي في نسخته الأسبانية، وقاموا بتداولها، مؤكدين على أنه مأخوذ من العمل الأصلي الأسباني معربين عن سخطهم بقول البعض منهم "حتى جراند اوتيل متاخذ من مسلسل اسباني وطلع منقول بالنص".
كما علّق آخرون على هذا بقولهم: "تحس إنهم مدبلجينه ولم يضف أي جديد على الإطلاق".
وأضاف آخر: "يعني دول عربوه مش اقتبسوا قصته"، معبرًا عن اعتراضه على أسلوب التقليد، قائلا: "بعدين احنا هنفضل طول عمرنا كده وخدنها كوبي بيست"
الاقتباس ليس ممنوعا شريطة الاعتراف
وفي سياق ما سبق أكد طارق الشناوي الناقد الفني، أن هناك بالفعل بعض الأعمال التي تم تقليدها من الدول الأخرى، من بينها مسلسل "جراند أوتيل" الذي أعلن عن أنه تقليد النسخة الإسبانية لهذا المسلسل، بجانب بعض الأعمال.
وأضاف في تصريحات خاصة، أن أسلوب التقليد في الأعمال الفنية والدرامية ليس أسلوبا جديدا بل ومقبولا، شريطة أن ينوه من اقتبس، عنه الفكرة، مشددًا على أهمية الأخذ في الاعتبار عدم السرقات التي تحدث، ولابد أن يكون هناك اهتمام بحفظ الحقوق ومراعاة جانب الأمانة.
الاستنساخ أمر مقبول وبعض الأعمال ليس لها علاقة بالواقع
من ناحيتها أكدت ماجدة خيرالله الناقدة الفنية، أن الاستنساخ في الأعمال الفنية يعد أمرًا طبيعيا، مثله مثل البرامج التي تذاع أيضًا والتي تؤخذ من أعمال برامجية أجنبية ومنها من سيربح المليون.
وأضافت في تصريحات خاصة، أنه على الرغم من المشاركة والتقليد لبعض الأفكار الأجنبية، إلا أن هذا الأمر لا يعيب، حيث يؤخذ هذا العمل الفني ويتم العمل عليه ويحول تماما ليكون ملائما للجو المصري، لافتة إلى أن جميع أجزاء المسلسل يتم تغييرها تماما.
وذكرت أن هذه المسلسلات ليس لها علاقة بالواقع المصري، وإنما تؤخذ لتعالج من خلال تغييرات عديدة دون علاقتها بالواقع، فالعمل الفني ليس فقط يقوم على الحكاية وإنما يقوم على الكثير من الأمور الأخرى.
التقليد مباح بشروط
كما أكدت حنان شومان، الناقدة الفنية، أن معيار التقليد من المسلسلات الأجنبية والأخذ عنها هو نتيجة هذا العمل من حيث قابليته وهو المتوقف على شعور المشاهد ناحية هذا العمل الفني .
وأضافت في تصريحات خاصة، أن الأعمال الدرامية في هذا العام جاءت الأفضل من حيث التنفيذ والإخراج والسيناريو، باستثناء بعض الأعمال التي جاءت مقلدة لأعمال فنية أخرى .
وشددت على أهمية ضبط أمور التقليد من مسلسلات أجنبية بحيث لا تتسع قائلة لا ينبغي أن يكون هناك استمرار في الأخذ عن مسلسلات وروايات أجنبية.