في ذكرى ميلاده.. "أبو الغيط" قائد المعارك الدبلوماسية (بروفايل)

تقارير وحوارات

أحمد أبو الغيط أمين
أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية


اتسم بالهدوء والخبرة الدبلوماسية، والحنكة في الحديث لذا كان دائم الحضور إعلاميًا، ولهذه المواصفات اختير لحمل حقيبة الخارجية ومن بعدها أن يكون أمينًا عامًا للجامعة العربية.

أحمد أبو الغيط الذي تم اختياره كأمين عام للجامعة العربية وهي مهمة جديدة في مسيرته بالعمل الدبلوماسي التي بدأها منذ عام 1965، وجاء انتخابه ليكون الأمين الثامن للجامعة، وتم اختياره بحسب المادة الثانية عشرة من ميثاق جامعة الدول العربية، بتعيين أمين عام للجامعة بموافقة ثلثي أعضائها.

ذكرى ميلاده
وفي مثل هذا اليوم ولد أحمد أبو الغيط في 12 يونيو من عام 1942، وعام 1964 حصل على بكالوريوس تجارة في جامعة عين شمس، ثم التحق بوزارة الخارجية عام 1965، وعين عام 1968 حتى عام 1972 سكرتيرًا ثالثًا في سفارة مصر بقبرص، ثم عين عضوًا بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي.

الدفاع عن مواقف النظام المصري في الخارج
كان قد ترك أبو الغيط البلاد ليتولى مناصب عديدة لدى الأمم المتحدة حتى عُين مندوباً دائماً للقاهرة لدى المنظمة الأممية في نيويورك، وهو المنصب الذي يتم انتقاء صاحبه بعناية، حيث جرت العادة على أن يعود منه إلى القاهرة كوزير للخارجية بعد أن يقضي مدته كسفير في واشنطن أو مندوب في نيويورك، وهو ما تؤكده السير الذاتية لوزراء خارجية مصر في العقود الأخيرة.

حيث تولى منصب وزير الخارجية في حكومة أحمد نظيف منذ يوليو 2004، وبعد أسابيع قليلة من تنحّى الرئيس مبارك في مارس 2011، أخذ على عاتقه الدفاع عن مواقف النظام المصري في الخارج، تحت وطأة الضغوط الأمريكية المطالبة بالإصلاح السياسي في مصر.

سبع سنوات كانت المدة التي قضاها أبو الغيط في وزارة الخارجية، لاقت خلالها مصر عديد من الأزمات، خصوصا فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، إضافةً إلى نمو بذور الخلاف مع دول حوض النيل.

خلافات دول حوض النيل
وخلال كتاب "شهادتي"، وهو يحوي بين طياته مذكرات أحمد أبو الغيط، تحدث عن بداية الخلافات مع دول حوض النيل، فمع رفض مصر للتوقيع على الاتفاقية الإطارية لحصص الدول من المياه، حاولت القاهرة التقرب إليهم من خلال طرق جانبية، وصلت في النهاية للتعرض للابتزاز من أجل الحصول على "ملايين الدولارات من مصر". 

أضاف أبو الغيط في فقرة أخرى: "كان تقديري دائماً أن المساعدات المصرية، مهما كان حجمها وتأثيرها، وكذلك الرشاوي، لن تحقق مصالحنا بشكل كامل، وأن تأثيرها سيبقى لفترة زمنية محددة، ثم يعود الموقف إلى وضعه السابق"، كما أشار في موضع آخر من مذكراته رفض العديد من الدبلوماسيين تولي مهامهم ببعض دول الحوض بسبب سوء الأحوال المعيشية.

تأييد إغلاق معبر رفح البري في وجه سكان غزة
من الشأن الأفريقي إلى القضية الفلسطينية، والذي نال فيه وزير الخارجية الأسبق انتقادات واسعة، ففي العام 2008 أعلنت رئيسة الوزراء الإسرائيلية، حينها، تسيبي ليفني، بدء الحرب على قطاع غزة في مؤتمر صحفي جمعها به في القاهرة.

وبالإضافة إلى ذلك كان أبو الغيط من مؤيدي إغلاق معبر رفح البري في وجه سكان غزة، إلى أن اضطر الفلسطينيون إلى اقتحام المعبر بالقوة في فبراير من العام 2008؛ لشدة حصار الاحتلال القطاع وقتها، إلا أنه خرج وهدد بـ"قطع رجل" من يدخل الأراضي المصرية.

مواقفه من العدوان الإسرائيلي
ويبقى موقفه من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فى أواخر 2008 أحد أبرز مظاهر حدسه السياسي الاستشرافى، وذلك خلال توليه منصب الأمين العام للجامعة، فقد عرف عن "أبوالغيط" معارضته الشديدة لحماس بوصفها "حركة إرهابية" أكثر مما هي حركة مقاومة، غير أن خصومه لا ينسون له لقاءه مع تسيبى ليفنى وزيرة الخارجية الإسرائيلية وهو ممسك بيدها، بعد مؤتمر صحفي في القاهرة هددت خلاله بحرب ضد قطاع غزة قبل ساعات من اندلاعها بالفعل.

خصومة لثورات الربيع العربي
عقب رحيل "مبارك" ألصقت به صفة أنه من رموز نظامه ومن خصوم ثورة يناير، لاسيما حينما استبعد إمكانية تكرار تجربة الثورة التونسية فى مصر، واصفا الحديث عن ذلك بأنه كلام فارغ، ووصف الربيع العربي بصورة عامة بأنه تدمير الدول بعد أن وصلت كل من سوريا وليبيا واليمن إلى ما وصلت إليه.

بالرغم من تلك المواقف نال أبو الغيط تأييدا واسعا من دول الجامعة العربية آنذاك، وعلى رأسهم السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان والجزائر.