"إمبابة تصارع العطش".. ومواطنون لـ"الحكومة": ارحمونا هنموت (تقرير بالصور)
مواطنون: الحكومة لا تشعر بنا.. ولجأنا إلى استخدام المياه المعدنية
آخرون: نلبي احتياجاتنا في المساجد.. والخزانات فرغت
لعلك تظن أنه مشهد من فيلم دكان شحاته خلال بحث ولهث المواطنين على المياه، ولكن الواقع يصدمك، فالأزمة التي أثارت الاستياء بين الموطنين خلال الـ 24 ساعة الماضية، في بعض المناطق بمحافظة الجيزة.
فحين أن تطأ قدمك في شوارع منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، إلا وتجد نساء ورجال أو حتى أطفال يتجولون بالشارع حاملين أوعية لملئها بالمياه، بعد رحلة من البحث عن أماكن تتوفر فيها المياه، والتي توصف برحلة الموت في ظل ارتفاع درجات حارة الجو والصيام.
ورصدت "الفجر" في تقريرها معاناة أهالي إمبابة الذين يعيشون بدون مياه لمدة تزيد عن 24 ساعة .
تجاهل وعدم مبالاة بمشاعر المواطنين
في البداية يقول عادل نجيب، صاحب مقهى في بولاق الدكرور، إن المياه شريان الحياة بالنسبة للمصريين، ولا يجب على الحكومة ترك المواطنين في هذه الأيام هكذا، معتبرًا أن هناك تجاهل وعدم مبالاة بمشاعر المواطنين، قائلًا: "احنا مش عارفين نشتغل ولا نعيش أصلا، مش كفاية المياه بتجلنا طعمها وحش ولونها متعكر.. لا كمان بيقطعوها ويحرمونا منها".
ويضيف بلهجة حزينة: " أنا إمبارح مشتغلش كويس.. معرفناش نقدم طلبات الزبائن، بسبب نقص المياه، ما أنا مش هجيب إزازة مياه عشان اعمله كوباية شاي".
ومن جانبها أعلنت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة قطع المياه عن مناطق (مدينة العمال بإمبابة- مدينة الصحفيين- المنيرة الشرقية – بولاق الدكرور – صفط اللبن – كفر طهرمس)، من الساعة الرابعة فجر اليوم.
كما أعلنت، في بيانٍ لها، أمس الأربعاء، ضعف المياه عن مناطق (الهرم – فيصل – الكوم الأخضر- سهل حمزة)، نتيجة لحدوث كسر مفاجئ في أحد محابس خط الطرد الرئيسي من محطة مياه إمبابة، والذي أثر على ضخ كمية مياه تقدر بـ750 ألف م3/يوم الخارجة من المحطة والتي تغذي هذه المناطق، وجار تنفيذ أعمال الإصلاح، التي من المتوقع الانتهاء منها خلال 10 ساعات.
الحكومة تتصرف بغير مسؤولية
"الأمر غير مسئول على الإطلاق، في السنوات الماضية كنا نجد عربات مياه تجول الشوارع أثناء انقطاعها".. هكذا قال محمود محمد، مدرس لغة إنجليزية، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع ممارسة حياته بطبيعية في الوقت الحالي، فبالرغم من بُعده عن الأماكن التي حددتها شركة مياه الشرب والصرف الصحي إلا أنها طالته.
ومحمد يسكن في منطقة بشتيل وهي تبعد عن الـ 5 مناطق التي حددتها الشركة بحوالي 3 كيلومتر، ويضيف: "احنا مش عارفين نستخدم الحمام ولا حتى عارفين نصلي" وعن طريقة حصوله على المياه يقول:" أنا عشان أشرب نزلت اشتريت مياه معدنية، ولكن الوضع لن يستمر كثيرًا، احنا مش هنفضل عايشين عليها.. ارحمونا هنموت".
اللجوء للمساجد
وقال محمود، إنه نزل في ساعات متأخرة بحثًا عن مياه لاستخدامها في منزله، ولكنه لم يجد، فبعض المساجد التي كانت بها خزانات قد نفدت في ساعات قليلة، ويقول :" الناس بتتجه للمساجد أو البيوت التي تحتوي على خزانات لتلبية احتياجاتهم، ولكن في خلال ساعات أغلب البيوت والمساجد نفذت منها المياه، ولا نعرف من أين نأتي بمياه جديدة".
كانوا يعرفونا
مايكل مينا، أبدى استيائه من عدم نشر تنويه عن انقطاع المياه على وسائل الإعلام مسبقًا، قائلًا:" أنا معرفش سبب الأزمة لكن على الأقل كانوا قالوا قبلها في الوسائل الإعلامية عشان الناس تعمل حسابتها مش كدة فجأة".
لسه النيل مفضيش وبيعملوا كده
"تعامل الحكومة مع الأزمة بلح " هكذا عبّر محمد علي، عن تعامل الحكومة حاليًا مع أزمة انقطاع المياه، مضيفًا: "على الأقل كانوا قالوا المشكلة فى إيه بالظبط والناس عرفت تصرف نفسها أو يفهمونا الوضع وممكن كنا ساعدنا الحكومة فى حل المشكلة، ده لسه النيل مفضيش وبيعملوا كده".
الطلمبة... طريقة بديلة للحصول على المياه
قبل أن يتم إنشاء شبكة تحتية ومنظومة لمياه الشرب والصرف الصحي كان المواطنون يتوجهون إلى استخدام المياه الجوفية لتلبية احتياجاتهم، وفي هذا السياق يقول محمد حسن، إنه استخدم "طلمبة" مياه منزلية كانت قديمة ومهملة ولكنه بسبب عدم تخزينه لقدر كافي من المياه لم يكن أمامه بديل غير إصلاحها حتى يتمكن من الحصول على المياه.
ويضيف " بالرغم من أن إمبابة تقع على جزء من نهر النيل ونراه كل يوم، إلا أننا الآن لا نملك كوب ماء حتى نفطر أو نستطيع صيام يومًا آخر".
سبب الأزمة
قبل فجر أمس الأربعاء، أعلنت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة، انكسار ماسورة المياه بخط الـ 400 ملي والمغذي لمناطق، الوراق وعزبة المفتي وإمبابة والصحفيين وأرض اللواء وبولاق وكفر طهرمس وضبط اللبن، مما أدى لإجراء تغيير للماسورة بالكامل.
محافظ الجيزة: نعمل على إعادة المياه
مساء الأربعاء، أعلن اللواء كمال الدالب محافظ الجيزة، أن العمل مازال مستمرًا حتى الآن على إصلاح خط الطرد الرئيسي لمحطة مياه إمبابة، وجاري إعادة المياه بشكل تدريجي لمناطق في المناطق التي بها انقطاع.