مع توطين الاتصالات بحائل.. مخالفون هربوا ومحالّ أغلقت ومخالفات حُررت

"سبق" رافقت مفتشي الجهات الرقابية المشتركة؛ وذلك للتأكد ميدانياً من تطبيق القرار وتوطين وظائف قطاع بيع الاتصالات. وخلال الحملة التفتيشية ظهر هروب العديد من العمالة الأجنبية التي تمتهن العمل في قطاع بيع الاتصالات، فيما لوحظ وجود عدد من الشباب السعوديين على عدد من طاولات البيع لا يعون طبيعة العمل نهائياً، وهو ما اتضح من خلاله وجودهم كمتسترين على العمالة أمام الجهات الرقابية.

وأغلقت محالّ أخرى أبوابها في الفترة التي مرّت بها فرق التفتيش، ما حدا بأفراد التفتيش والمراقبة تحرير مخالفات بالمحالّ التي أغلقت أبوابها وتركت لوحات المحالّ مضاءة، فيما كشف العديد من المتسوقين للفرق هروب بعض أصحاب المحالّ المغلقة فور علمهم بوجود فرق التفتيش.

وكشفت الحملة وجود مخالفات متعددة في محالّ بيع الاتصالات تمثلت في عدم وجود رخص للعمل في نشاط الاتصالات لعدد من المواقع التي تم تفتيشها، فيما كشفت أيضاً الحملة عن عدم نظامية العاملين في بعض المحالّ، وعدم وجود عقود عمل للسعوديين العاملين في المحل، فيما كشفت الحملة قيام بعض أصحاب المحالّ بإبقاء بعض أقاربهم في المحل بدلاً من العمالة؛ للتضليل على فرق التفتيش، إلا أن طلب مفتشي الجهات عقود عمل العاملين السعوديين في المحل كشف تلك الحيل.

وقامت الجهات كلاً فيما يخصه بتحرير المخالفات ضد المخالفين وأرباب العمل، فيما تم إشعار بعض أصحاب تلك المحالّ بمراجعة مكتب العمل بحائل أو البلدية التابعة له.

ورصدت الجهات الرقابية المشتركة انخراط الشباب السعودي في سوق الاتصالات للعمل به والاستفادة من بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها، وكرر أولئك الشباب شكرهم وتقديرهم للجهات المعنية على تبني قرار توطين قطاع الاتصالات ودعم صندوق الموارد البشرية "هدف"، بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب المهني لذلك القرار.

وقال مدير فرع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمنطقة حائل صالح الأحمري لـ"سبق"، إن الجهات الرقابية المشتركة زارت في أول يوم لتطبيق القرار ما لا يقل عن 200 منشأة أُغلقت منها 80 منشأة تنوعت مخالفاتها بين هروب عمالتها تفادياً للعقوبات، وكذلك مخالفات عدم تطبيق قرار سعودة قطاع بيع الاتصالات الذي ينصّ على إحلال 50% من العمالة بالمحل بشباب سعوديين مدربين حتى الأول من ذي الحجة القادم.

وأشار "الأحمري" إلى أن التزام عدد من أصحاب المحالّ بالنسبة المقررة لعدد العاملين في محله.

وأكد "الأحمري" أن الفرق التفتيشية ستعمل خلال الأيام القادمة على متابعة الالتزام بالقرار وإيقاع المخالفات بحق المخالفين دون تهاون؛ وذلك لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من أبناء منطقة حائل للعمل في قطاع الاتصالات والاستفادة منه، بعد قيام صندوق الموارد البشرية "هدف" بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب المهني بتأهيل طالبي العمل من الشباب السعودي في نفس القطاع؛ وذلك لرفع نسبة الاستثمار في هذا القطاع.

ولفت "الأحمري" إلى التزام مكتب عمل حائل بتوجيهات وزير العمل الدكتور مفرج الحقباني في تطبيق القرار، وذلك منذ صدوره وإعطائه مهلة للمنشآت والعاملين في نشاط الاتصالات لتصحيح أوضاعهم خلال ستة أشهر بدأت من 1 جمادى الآخرة 1437هـ، شريطة التزام المنشآت المعنية بتوطين القطاع بنسبة لا تقل عن 50% بتاريخ 1 رمضان 1437هـ، وبنسبة توطين 100% اعتباراً من تاريخ 1 ذي الحجة 1437هـ.

ونبَّه "الأحمري" على المخالفين من عاملين وأصحاب عمل بقطاع الاتصالات بأنه سيطبّق عليهم أحكام أنظمة الإقامة والعمل ومكافحة التستر التجاري دون تهاون.

وذكر أن فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في منطقة حائل سيتابع مع الجهات المعنية تنفيذ هذا القرار بشكل يومي حتى يتحقق الهدف من القرار.

من جانبه، أجاب مدير فرع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمنطقة حائل خلال جولته الميدانية مع الفرق المعنية على أسئلة الشباب حول سعودة قطاع الاتصالات والإجراءات النظامية للعمل في ذلك القطاع، فيما شجّعهم على العمل في قطاع الاتصالات؛ وذلك لما له من مردود مادي مناسب واستقرار وظيفي لمن يعمل فيه.

وشدّد "الأحمري" في حديثه مع أصحاب محالّ قطاع الاتصالات على الاستفادة ممن أنهوا البرامج التدريبية في مجالي بيع وصيانة الجوالات وملحقاتها، وذلك بالتنسيق مع صندوق الموارد البشرية "هدف" بحائل وتوظيفهم في محالّهم.

"سبق" استطلعت سريعاً آراء متسوقي سوق الاتصالات بحائل حول الزيارة الميدانية للجهات المعنية لتطبيق قرار السعودة في قطاع الاتصالات، حيث أبدوا شكرهم وتقديرهم لتلك الجهات على صرامتها وجدية إجراءاتها التفتيشية من اليوم الأول بعد انتهاء المهلة التي اعتبروها كافية لأصحاب المحالّ لتصحيح وضعهم، ومساهمتهم في توظيف الشباب السعودي وتوفير الكثير من الفرص الوظيفية لهم، والقضاء على مشكلات العمالة الأجنبية الخاصة بقطاع الاتصالات، فيما أشار بعض المتسوقين إلى أن قرار سعودة قطاع الاتصالات يُعتبر أكبر مصدر رزق لخريجي وخريجات الحاسب وتقنية المعلومات الذين لم يجدوا عملاً حتى الآن.