معمر القذافي

عربي ودولي

معمر القذافي
معمر القذافي


معمر القذافي (7 يونيو 1942 - 20 أكتوبر 2011)، المعروف باسم العقيد القذافي. كان سياسياً وثورياً ليبياً. وفي واقع الأمر كان من يحكم ليبيا لأكثر من 42 سنة

 

 

 رئيس مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية الليبية 1969 - 1977. بعدها صار يعرف بـالأخ القائد للجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية 1977 - 2011. وصل القذافي إلى السلطة في انقلاب عسكري خلع به الملك إدريس ملك المملكة الليبية في العام 1969 وظل رئيساً لمجلس قيادة الثورة حتى عام 1977، عندما تنحى رسمياً من رئاسة مجلس قيادة الثورة، ونصب نفسه "قائداً للثورة". في عام 2008 عقد اجتماع لزعماء أفريقيا ومنح لقب "ملك ملوك أفريقيا" ومدافعاً رئيسياً عن الولايات المتحدة الأفريقية، وشغل منصب رئيس الاتحاد الأفريقي في الفترة من 2 فبراير 2009 إلى 31 يناير 2010.

 

 

 

استبدل القذافي الدستور الليبي لعام 1951 بقوانين استنادا إلى عقيدة سياسية سميت ب النظرية العالمية الثالثة، ونشرت في الكتاب الأخضر. وبعد تأسيس الجماهيرية في عام 1977، استقال رسمياً من منصبه وبعد ذلك كان له دور رمزي إلى حد كبير في اللجنة الشعبية العامة. ارتفاع أسعار النفط واستخراجه في ليبيا أدت إلى زيادة الإيرادات. ومن خلال تصدير النفط بالكميات وارتفاع معدل نصيب الفرد، ومن خلال برامج الرعاية الاجتماعية المختلفة، حققت ليبيا أعلى المعايير في سجلات مؤشر التنمية مقارنة بدول أفريقيا، وظلت خالية من الديون.

 

 

 

يصف النقاد القذافي بأنه كان المستبد في ليبيا أو الغوغائي، على الرغم من إنكار الحكومة الليبية من أن ليس له أي سلطة فيها.

 

 

 في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، حصل القذافي على أسلحة كيميائية، مما جعل ليبيا تحت حكم القذافي توصف بدولة منبوذة مما حدا دولا في جميع أنحاء العالم بفرض العقوبات عليها

 

 

 بعد ستة أيام من إلقاء القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003 من قبل الولايات المتحدة، رحب القذافي بفريق عمليات التفتيش للتحقق عن برامج أسلحة الدمار الشامل في طرابلس والتأكد من خلوها في البلاد والالتزام بالقوانين الدولية.

 

 

في فبراير 2011، وفي أعقاب الثورات العربية في الدول المجاورة في مصر وتونس، بدأت الاحتجاجات ضد حكم القذافي وتصاعد هذا التوتر إلى الانتفاضة في جميع أنحاء ليبيا، وسبّب قمع تلك المظاهرات إلى تشكيل حكومة للمعارضة، ومقرها في مدينة بنغازي، وسميت ب المجلس الوطني الانتقالي. وأدت هذه الخطوة إلى نشوب الحرب الأهلية الليبية، والتي عجلت للتدخل العسكري من قبل قوات التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي لفرض تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى إقامة منطقة حظر طيران وحماية المدنيين. تم تجميد أصول القذافي وعائلته، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية والانتربول مذكرات توقيف في 27 حزيران لمعمر القذافي، وابنه سيف الإسلام، ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي، بأحكام تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

 

 

خسر القذافي وقواته معركة طرابلس في أغسطس 2011، وفي سبتمبر من العام نفسه، حجز المجلس الانتقالي مقعده في الأمم المتحدة، ليحل محل القذافي. احتفظ القذافي بالسيطرة على أجزاء من ليبيا، وعلى الأخص في مدينة سرت، وطرابلس وورفلة وهي المدينة التي أفُترض لجوؤه إليها. على الرغم من أن قوات القذافي أحكموا سيطرتهم في بداية معركة سرت ضد هجمات قصف حلف شمال الأطلسي وتقدم قوات المجلس، إلا أن معمر اعتقل على قيد الحياة على أيدي أفراد من جيش التحرير الوطني بعد الهجوم على موكبه بالقنابل من قبل طائرات حلف شمال الأطلسي يوم سقوط المدينة في 20 أكتوبر عام 2011. قتل القذافي من جانب مقاتلي جيش التحرير الوطني وأذنت لانتهاء فترة حكم امتدت لاثنين وأربعين عاماً وهي الأطول في تاريخ ليبيا منذ أن أصبحت ولاية عثمانية سنة 1551. وأطول فترة حكم لحاكم غير ملكي في التاريخ.

 

 

نشأته

 

هو معمر محمد عبد السلام بن حُميد أبو منيار بن حُميد بن نايل القُحصي القذافي، من قبيلة القذاذفة. ولد في أسرة محافظة بدوية في 7 يونيو 1942 في قرية اسمها (جهنم) بالقرب من (شعيب الكراعية) في وادي جارف بمنطقة سرت أرسله والده إلى بلدة سرت حيث أكمل الابتدائية عام 1956 م، ثم انتقل إلى مدينة سبها في الجنوب.

 

 

التعليم والنشاط السياسي

 

العديد من المعلمين في سبها كانوا من المصريين، وللمرة الأولى دخل القذافي القومية العربية السائدة في العالم العربي من خلال الصحف والبرامج الإذاعية، وأبرزها إذاعة صوت العرب ومقرها القاهرة. شهد ونشأ القذافي أحداثا هامة هزت العالم العربي، بما في ذلك الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، والثورة المصرية العام 1952، وأزمة السويس في العام 1956، وتأسيس اتحاد قصير الأجل ألا وهي الجمهورية العربية المتحدة بين عامي 1958 و 1961. صب القذافي اهتماماً ونشاط ملحوظاً في المجالات السياسية والتغييرات التي يجرى تنفيذها في جمهورية مصر العربية تحت رئاسة جمال عبد الناصر خلال رئاسته للاتحاد الاشتراكي العربي، الذي صعد إلى السلطة في عام 1956.

 

 

 

من خلال دعوة القومية العربية، دأب ناصر الكثير من المشاورات والاجتماعات من أجل الوحدة في العالم العربي، ورفض الاستعمار الغربي، والاستعمار الجديد، والصهيونية، والانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية. مثل هذه الأفكار استوحاه القذافي وتأثروا بها، وكان يرى في ناصر البطل القومي. تورط القذافي بنشاطات سياسية، وأصبح زعيماً طلابياً في ال14 من عمره. وساعد في تنظيم مظاهرات ضد تفكك الروابط بين مصر وسوريا، وتوزيع ملصقات تنتقد النظام الملكي.

 

 

وصل هذا النشاط إلى مسمع وانتباه السلطات، ليطرد من المدرسة في عام 1961 وأمرت أسرته لمغادرة سبها. انتقل القذافي إلى مصراتة، حيث أنهى بها دراسته الثانوية. من خلال محافظته واهتمامه في النشاط القومي العربي، إلا أنه رفض الانضمام إلى أي من الأحزاب السياسية المحظورة المنتشرة في المدينة - بما في ذلك حركة القوميين العرب، وحزب البعث العربي الاشتراكي (الفرع الليبي) والإخوان المسلمين وأيضا كان ممن يرفضون الطائفية. قرأ القذافي كثيراً حول مواضيع ناصر والثورة الفرنسية عام 1789، وكذلك أعمال المنظر السياسي السوري ميشيل عفلق والسير الذاتية لإبراهام لنكولن، صن يات صن، ومصطفى كمال أتاتورك وتأثر كثيراً بسيرة عمر المختار الذي يعتبره الشعب الليبي بطلاً قومياً وزعيماً روحياً.

 

 

حياته الشخصية

 

وصفته برقية صادرة من سفير الولايات المتحدة في طرابلس جين كريتز في عام 2009 بأنه "شخصية زئبقية وغريب الأطوار، يعاني من عدة أنواع من الرُهاب، يحب رقص الفلامنكو الإسباني وسباق الخيل، يعمل ما بدا له ويزعج الأصدقاء والأعداء على حد سواء". وتضيف البرقية أن القذافي يصاب بنوبة من الخوف اللاإرادي من المرتفعات لذلك فهو يخشى الطوابق العليا من البنايات، كما أنه يفضل عدم الطيران فوق الماء.

 

 

نشر موقع ويكيليكس تقارير قالت أن معمر القذافي يتصدر قائمة أثرياء الزعماء العرب بثروة تقدر بـ 131 مليار دولار، وهي ثروة تقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا للعام 2011 البالغة 22 مليار دولار. وتقول التقارير إن معظم استثمارات القذافي في إيطاليا بسبب العلاقة الوثيقة التي تربطه برئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، وهو يمتلك نحو 5% من كبرى الشركات الإيطالية، كما يمتلك أسهما في نادي يوفنتوس وشركة نفط "تام أويل" وشركات تأمين واتصالات وشركات ملابس شهيرة. وتقدر الإحصاءات أن ثروة القذافي يمكن أن تسد حاجة الوطن العربي الغذائية التي تقدر بين 20 و25 مليار دولار مدة ثلاث إلى أربع سنوات.

 

 

بعد صعوده إلى السلطة، انتقل القذافي في ثكنة باب العزيزية، وهو عبارة عن مجمع محصن طويل يقع على بعد ميلين من وسط طرابلس. كان منزله ومكتبه في العزيزية مخبأ ومصمم من قبل مهندسين من ألمانيا الغربية، في حين أن بقية عائلته عاشت في مبنى من طابقين داخل المجمع وبه ملعب تنس، وملعب لكرة القدم، وعدة حدائق، وخيمة بدوية بها العديد من الإبل، وكان أسلوب حياته متواضعاً بالمقارنة مع غيره من القادة العرب. عمل القذافي لسنوات مع البنوك السويسرية المصرفية الدولية. في نوفمبر 2011، حددت صحيفة صنداي تايمز الممتلكات تبلغ قيمتها مليار جنيه استرليني في المملكة المتحدة وحدها. وكان يمتلك طائرة إيرباص A340 خاصة، والتي اشتراها من الأمير الوليد بن طلال مقابل 120 مليون دولار في عام 2003 تشغلها شركة الخطوط الجوية الأفريقية في طرابلس وزينت خارجياً بألوانها، فكانت تحتوي على الكثير من الكماليات المختلفة بما في ذلك جاكوزي.