أخطرهم حبس النقيب..3 سيناريوهات تنتظرها أزمة الصحفيين والداخلية
إنهاء الأزمة أو حبس النقيب.. حاتم زكريا: "مش عوزين تصعيد للأزمة".. ونافعة: استمرار للتضييق على حرية الإعلام والكلمة
مازالت أزمة نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية على صفيح ساخن؛ بعد إحالة نقيب الصحفيين، "يحيى قلاش"، واثنين من أعضاء مجلس النقابة، إلى محكمة الجنح، بتهمة "إيواء صحفيين اثنين مطلوبين أمنيًا".
ورغم تأجيل جلسات محاكمة أعضاء المجلس المذكورين اليوم لجلسة 18 يونيو الجاري، لتنفيذ طلبات الدفاع ؛ لكن سيناريوهات عدة من المتوقع أن تشهدها الأزمة الدائرة حاليا، في ظل عدم وجود مساعٍ حقيقية لاحتواء المشكلة من قبل الحكومة.
أزمة نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية المندلعة منذ بداية مايو المنصرم، والتي كان آخر مشاهدها إحالة نقيب الصحفيين واثنين من أعضاء مجلسه للمحاكمة العاجلة، تعد سابقة تاريخية، لم تحدث منذ تأسيسها قبل 75 عامًا.
واندلعت مطلع الشهر الماضي، بين النقابة ووزارة الداخلية، إثر قيام قوات الأمن باقتحام مقر النقابة، وإلقاء القبض على الصحفيين "عمرو بدر" و"محمود السقا"، قبل أن تقرر النيابة إخلاء سبيل النقيب وعضوي المجلس بكفالة 10 آلاف جنيه لكل منهم، لكنهم رفضوا دفع الكفالة، فتم احتجازهم بمقر شرطة قصر النيل، حتى عرضوا مرة ثانية على النيابة، مساء الإثنين، ودفع لهم أحد المحامين الكفالة رغم الرفض.
إنهاء الأزمة
وتوقع صحفيون ومراقبون للمشهد 3 سيناريوهات للأزمة أولها "المفاوضات المباشرة وانعقاد جلسة بين مجلس النقابة وجهة رسمية، مثل وزارة الداخلية أو مؤسسة الرئاسة لإعلان إنهاء الأزمة".
انتخابات مبكرة
يتمثل السيناريو الثاني في "الضغط على مجلس نقابة الصحفيين؛ لإجباره على القبول بانتخابات مبكرة"، وهو سيناريو وارد، وتمّ التمهيد له بظهور مجموعة صحفيين ضمن جبهة تُعرف باسم (تصحيح المسار)، وكأنها تشكيل لوجوه جديدة لمستقبل قريب، وسيتردد أن مجلس إدارة النقابة غير متفاهم مع أي سلطة مما يضر مصالح النقابة ويعطي مقدمة لتنظيم تلك الانتخابات المبكرة والضغط في اتجاه ذلك السيناريو".
حبس القيادات النقابية
السيناريو الثالث هو "استمرار التصعيد، والإقدام على حبس القيادات النقابية البارزة(قلاش والبلشي وعبدالرحيم) عبر المحاكمة العاجلة التي تأجلت لجلسة 18 يونيو الجاري، بعد سابقة الاقتحام والاحتجاز الأخيرة".
في هذا الإطار يقول "محمود خليل"، أستاذ الصحافة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن "احتجاز وتحويل النقيب وعضوي مجلس النقابة للمحاكمة سابقة خطيرة دون شك، وتصعيد جديد لا داعي له، بعد الواقعة الأولى وهي اقتحام النقابة أول مايو".
وأوضح "خليل" في تصريح صحفي أن "الأزمة نتاج عناد ومراهقة في إدارتها(في إشارة إلى سوء الإدارة والتسرع) وعدم احترام للقانون والتسييس من جميع الأطراف، وتصل لحافية الهاوية بقرار الإحالة للمحاكمة".
زكريا: "مش عاوزين الأزمة تتصاعد"
في هذا السياق يقول حاتم زكريا، رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بمجلس نقابة الصحفيين، إن الأمور غامضة وغير واضحة المعالم حتى الآن، مطالبا بتهدئة الوضع، قائلا: "مش عوزين الأزمة تتصاعد خصوصًا أنه لا يوجد خلاف جزري بين الأطراف المتصارعة".
وعن سيناريو الانتخابات المبكرة قال زكريا لـ"الفجر": "إن هذا الكلام أول مرة اسمعه لكنه اجتهاد محمود وربما يتحقق لكن نسبته ضعيفة إلي حد كبير".
وأضاف زكريا أن النقيب جلس مع هيئة الدفاع عقب تأجيل المحاكمة، مشيرًا إلى وجود نية لحلحلة الوضع، متمنيًا أن ينتهي الموضوع ووجود صيغة للخروج من الأزمة".
نافعة: إجراءات تصعيدية جديدة للتضييق على حرية الإعلام والكلمة
بينما يرى "حسن نافعة"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن ما تم ويتم مع نقابة الصحفيين من "إجراءات تصعيدية جديدة جزء من مشهد عام يضيق معه نطاق حرية الإعلام والكلمة، وربما يمهد لحالة استبداد مطلق للنظام".
وأوضح "نافعة"، أن ما حدث في مشاهد قضية نقابة الصحفيين المتتالية "يعطي انطباعًا وقناعة بأن كل مؤسسات الدولة تسير في منظومة واحدة يسيطر عليها نظام، لا فصل لديه بين السلطات، وبالتالي يؤدي لمزيد من التأزيم".
ياحرية فينك فينك الداخلية بينا وبينك
وانتهت أولى جلسات محاكمة يحيى قلاش، نقيب الصحفيين وعضوي مجلس النقابة جمال عبد الرحيم وخالد البلشي، المنعقدة في محكمة عبادين، بتهمة التستر على مطلوبين أمنيا، بالتأجيل إلى جلسة 18 يونيو الجاري للاطلاع .
وعقب انتهاء المحاكمة نظم عشرات الصحفيين مسيرة من أمام محكمة عابدين اتجهت إلى مقر نقابة الصحفيين بوسط القاهرة، مرددين هتافات " ياحرية فينك فينك الداخلية بينا وبينك" ،" عاش نضال الصحفيين" .
عبد الرحيم: لسنا إرهابيين
من جانبه انتقد جمال عبد الرحيم سكرتير عام نقابة الصحفيين تعامل النظام مع الأزمة قائلا: "إننا لسنا إرهابيين حتى يتم إحالتنا إلى محاكمة عاجلة بتهمة إيواء متهمين في مقر النقابة".
وأكد سكرتير عام النقابة أن حضر اليوم لمقر المحكمة احتراما للقانون ، مشددا على أنهم سيقبلون أحكام القضاء مهما كانت".
وقال عبد الرحيم إن النقابة لم تخطئ فى قضية الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا ، مؤكدا: "نقابتنا تحترم القانون وحريصة على تطبيقه".