الملكة إليزابيث الثانية
الملكة إليزابيث الثانية، أطول ملوك بريطانيا عمرًا، وهي أطول ملوك بريطانيا جلوسًا على العرش، بعد تخطيها فترة الستة عقود التي حكمت فيها جدتها الملكة فيكتوريا البلاد.
وُلدت إليزابيث في ولدت في 21 أبريل 1926م بلندن وتلقت تعليما خاصا في منزلها، ارتقى والدها، جورج السادس، عرش إنجلترا بعدما تنازل له شقيقه إدوارد الثامن عنه في عام 1936م، ومنذ ذلك الحين صارت إليزابيث الوريث المفترض للعرش.
ومن هنا، أخذت إليزابيث الواجبات العامة على عاتقها أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث انضمت هناك للعمل في الخدمة الإقليمية الاحتياطية، وفي عام 1947م، تزوجت الملكة إليزابيث من الأمير فيليب، دوق إدنبرة، وأنجبت منه أطفالها الأربعة، الأمير تشارلز، أمير ويلز؛ والأميرة آن؛ والأمير أندرو، دوق يورك؛ وأخيرًا الأمير إدوارد، إيرل وسكس.
ومن أسعد الأوقات في حياة الملكة إليزابيث، كانت أيام ميلاد وزواج أولادها وأحفادها، وتنصيب الأمير تشارلز على ولاية ويلز، والاحتفال بأهم الإنجازات والأحداث التاريخية كمناسبة اليوبيل الفضي والذهبي والماسي في عام 1977م، 2002م، 2012م على التوالي.
أما عن لحظات الحزن والأسى فكانوا، لحظة موت أبيها عن عمر ناهز الـ 56 عامًا، واغتيال عم الأمير فيليب، اللورد لويس مونتباتن، وانهيار زواج أبنائها في عام 1992م، ذلك العام الذي يُطلق عليه العام المشؤوم، ووفاة الأميرة ديانا، أميرة ويلز والزوجة الأولى للأمير تشارلز، أيضا وفاة والدتها وشقيقتها في عام 2002م.
وفي 9 سبتمبر 2015 حطمت الملكة "إليزابيث الثانية" رقما قياسيا بالجلوس على عرش المملكة لـ 63 عامًا وسبعة أشهر، وتخطت العاهلة البريطانية جدتها الثالثة الملكة "فيكتوريا" التي كانت تحمل اللقب.
إليزابيث هي الابنة الأولى للأمير ألبرت، دوق يورك "لاحقا الملك جورج السادس"، وزوجته إليزابيث، دوقة يورك "لاحقا الملكة إليزابيث"، والدها هو الابن الثاني للملك جورج الخامس والملكة ماري، ووالدتها هي الابنة الصغرى للأرستقراطي الاسكتلندي كلود باوز ليون الإيرل الـ14 لستراثمور وكينجورن، وعندما توفى جدها، جورج الخامس، في 1936م وخلفه عمها، أصبحت إليزابيث هي المرشحة الثانية للخلافة من بعد أبيها.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، تنازل إدوارد الثامن عن العرش بعد رغبته في الزواج من واليس سمبسون دوقة وندسور، وهي امرأة مطلقة، ما تسبب في خلق أزمة دستورية في المملكة المتحدة وبريطانيا العظمى.
وفي عام 1943، زارت إليزابيث فرق المشاة، حيث كان قد تم تعيينها عقيد في عام 1942، وكان هذا أول ظهور علني منفرد لها وهي في السادسة عشر من عمرها، وفي فبراير 1945، انضمت إليزابيث بالخدمة الإقليمية الداعمة للمرأة، باعتبارها ملازم أول، كرتبة تشريفية ورقم الخدمة 230873 وتدربت إليزابيث على القيادة والميكانيكا وبعد خمسة أشهر تم ترقيتها لتكون قائد فخري.
وفي 1947م، ذهبت إليزابيث لأول مرة في رحلة عبر البحار في أفريقيا الجنوبية بصحبة والديها، وأثناء هذه الرحلة، في بث لدول الكومنولث في يوم ميلادها الحادي والعشرين تعهدت بالآتي:"أعلن أمامكم جميعا أنني سأكرث حياتي كلها، سواء كان عمري طويلًا أو قصيرًا، لخدمتكم وخدمة إمبراطوريتنا العظيمة، تلك العائلة الكبيرة التي ننتمي إليها جميعا".
وفي 9 يوليو 1947م، تم الإعلان رسميًا عن خطوبتها من الأمير فيليب مونتباتن، دوق إدنبره، ابن الأمير اليوناني آندرو، وقبل الزواج، تخلى فيليب عن ألقابه الملكية التي قد حصل عليها من اليونان والدنمارك، وتحول من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية إلى الكنيسة الأنجليكانية، وصار دوق إدنبره ومُنح لقب صاحب السمو الملكي.
تزوج دوق إدنبره، فيليب، والأميرة إليزابيث في دير وستمنستر في يوم 20 نوفمبر عام 1947م، وتلقوا بعد زفافهم نحو 2500 هدية من جميع أنحاء العالم، وأنجبت إليزابيث أول طفلا لها، الأمير تشارلز، في 14 نوفمبر 1948م وأنجبت إليزابيث ثاني مولود لها،الأميرة آن في عام 1950م.
تدهورت الظروف الصحية للملك جورج السادس خلال عام 1951م، ومن هنا بدأت إليزابيث تظهر بشكل متكرر مكانه في المناسبات العامة، حتى أنها عندما قامت بجولة في كندا، وزارت للرئيس الأمريكي، هاري ترومان، بواشنطن العاصمة في أكتوبر 1951م، وكان يحتفظ مارتن تشارتريز، السكرتير الخاص لإليزابيث، بإعلان وصولها للعرش في حالة وفاة الملك أثناء تواجدها في تلك الجولة خارج البلاد.
في أوائل عام 1952م، جهز فيليب وإليزابيث للقيام بجولة إلى أستراليا ونيوزيلندا عن طريق كينيا، وفي يوم 6 فبراير من عام 1952م، وبعدما عادت إليزيبيث وزوجها فيليب إلى قصر سقانا لودج بكينيا، بعد ليلة قضوها في فندق ترتوبس، جاءهم خبر وفاة الملك.
ومع وصول إليزابيث للعرش، كان من الأرجح أن تحمل العائلة الملكية اسم الزوج، لتصبح عائلة مونتباتا، وأصدرت إليزابيث فرمان، في 9 إبريل 1952م، بإبقاء اسم وندسور على العائلة الملكية، الأمر الذي أزعج دوق إدنبره كثيرًا، حيث قال: "إنني الوحيد بهذه الدولة الذي لا يحق له إعطاء اسمه لأولاده.
وفي وسط التحضيرات لحفل تتويج الملكة إليزابيث على العرش، استمرت التحضيرات لحفل تتويج الملكة الجديدة، رغم وفاة الملكة ماري في 21 مارس، فكان هذا طلبها قبل أن تتوفى، أن يتم الحفل في موعده المُحدد له في 2 يونيو 1953م.
تشتهر الملكة بولعها بكلاب كورجي، وهو نوع من كلاب الرعاة الصغيرة من ويلز، وعندما ذهبت لقضاء شهر العسل مع زوجها الأمير تشارلز عام 1947 أخذت معها كلب كورجي، وتمتلك الملكة حسابا مصرفيا في بنك كوتس وشركاه، وهناك ماكينة صرف آلي للبنك داخل قصر باكنجهام، القصر الملكي.