إيمان كمال تكتب: الحرية لمطربى الشوارع (لسه الأغانى ممكنة)
(عز الدين خالد ومصطفى زين ومحمد يحيى ومحمد عادل ومحمد جبر ومحمد السورى) أعضاء فرقة أطفال الشوارع، قد لا تكون صادفت إحدى أغنياتهم على اليوتيوب وحتى لم تجذبك الأغنيات الـdirty show التى يقدمونها عبر صفحتهم على الفيس بوك أو موقع اليوتيوب، ولكن بالتأكيد سمعت عن خبر اعتقالهم بتهمة التحريض على الدولة بأغانى مسيئة، ويبقى التساؤل ما الخطر الحقيقى الذى قدمته أغنيات الفرقة على الدولة؟
خط أحمر
فى البدء كانت الكلمة.. خلق الله الإنسان حرا..
وضعنا الدساتير والقوانين لضمان الحقوق الإنسانية وارتضينا بها مادمنا نعيش فى كوكب واحد، بالاتفاق.. دون تمييز دون أن يحتكر الحرية مجموعة دون غيرها من البشر تحت مظلة السلطة.
ارتبطت الكلمة بالغناء منذ بداية الخلق.. استخدمت كوسيلة تعبير عن هموم البشر بمختلف حكاويها إنسانية وعاطفية وحتى الوطنية والسياسية.
عرفنا غناء الشارع والغناء السياسى منذ زمن طويل وحتى قبل أن تتحول مصر لجمهورية.. كان سيد درويش بطل الأغنية السياسية منذ عقود، غنى للعامل والصنايعى وحتى الحشاشين.. عبر عن طبقات الشعب على المسرح الغنائى الذى بلوره وكان رائدا فى هذا المجال، وسار على نهجه كثيرون.
ولد من مخاض الكلمة نجوم الأغنية السياسية زياد رحبانى الذى دمج أيضا بين المسرح والأغانى السياسة، وعلى الرغم من وجود مطربى الأغانى الوطنية والحماسية على غرار أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وجوليا بطرس وغيرهم، إلا أن الأغنية السياسية لم تفقد مكانتها فى الشارع العربى وظلت تحتفظ بمكانتها عبر أجيال، فتعيد مريم صالح أغنيات الشيخ إمام وغيرها من الأغانى التى قدمتها فى البومين قامت بطرحهما منذ فترة فى السنوات الأخيرة وحتى فرقة اسكندريلا التى اهتمت بغناء الشارع.
الشيخ إمام أيضا كان واحدا من أهم من قدم الغناء السياسى فى عصره، تعرض للسجن والتضييق فى لقمة عيشه فى الإذاعة التى كان عضوا معتمدا فيها وواجه التعسف فى تقديم أغنيات عاطفية عبر أثير الإذاعة ولكن حتى الآن بقيت كلماته تعبر عن كل جيل وعن كل موقف سياسى ..كلماته كانت الملهمة فى ميادين مصر فى 25 يناير.. كلماته كانت تدفعنا للثورة والوقوف مع الحق.
فى الدستور وقانونا.. إذا أردت تقديم ألبوم غنائى مطبوع لابد أن يمر على الرقابة أولا.. لكن لو أردت أن تغنى للشارع فلا قيود عليك.
أطفال الشوارع حاولوا تقديم أغنيات تعبر عن أحلامهم المشروعة بوطن حقيقى.. عبروا عن مشكلات مصر بروحهم وطريقتهم وحتى أن شهدت بعض التجاوزات فهى من منطلق جموح الشباب.. جموح الشباب الذى بات بحاجة للاحتواء والاحتضان.. بتحقيق ولو جزء من أحلامهم المشروعة وليس بالزنازين.
هل نحتاج لمئات وآلاف الزنازين لحبس كل من يعارض أو ينتقد ما يراه؟ أم نحتاج لبناء سينمات ومسارح واستوديوهات، هل يحتاج الشباب للقمع والقهر والدخول لمنازلهم ليلا للقبض عليهم.. أم يحتاجون لمن يستمع لهم ويحاول الوصول إلى نقطة نور تضئ لهم الطريق.
امتلأت الزنازين وضاعت الحريات.. ولكن لن تضيع الكلمة.. فستبقى روح الله هى الحاكمة والعادلة ولو بعد حين.