إيمان كمال تكتب: فيلم توم هانكس المثير للجدل تم تصويره فى الغردقة
يقع فى حب امرأة سعودية تشرف على علاجه
■ تعليق السعوديين: نحن أكثر أناقة مما ظهر فى البرومو
■ الفيلم يعرض فى مهرجان ترابيكا
■ البطل يهرب من فلس الاقتصاد الأمريكى للسعودية الأكثر استقراراً
لم يكن أحد يتخيل أن تكون الرواية التى صدرت فى عام 2012 للكاتب ديف ايجز التى قرر توم هانكس أن يحولها لفيلم سينمائى بعنوان «هولوجرام من أجل الملك «A Hologram for the king» وهو نفس الاسم الخاص بالرواية، أن تثير أزمة كبيرة فى السعودية الشقيقة حيث يواجه الفيلم اتهاماً بالإساءة للشعب السعودى الشقيق، ووصل الأمر إلى المطالبة بوقف العرض خاصة أنه من المنتظر أن يعرض فى 22 إبريل، أى بعد شهر تقريبا وبالتحديد عقب عرضه ضمن مهرجان ترابيكا الدولى.
وبالرغم مما يتردد بأن العمل يسىء للمجتمع العربى والسعودية تحديدا لكن الفكرة تدور حول صراع الثقافات بين رجل أمريكى وبين المجتمع السعودى.
القصة تتناول شخصية «الآن كلاى»، وهو رجل أعمال يجسده توم هانكس الذى يعانى من الإحباط بعد أن فقد الكثير من الأشياء التى تدور حوله، كما يعانى من الفلس والديون أيضا نتيجة انهيار الاقتصاد الأمريكى فيقرر السفر إلى السعودية التى اختارها لكونها بلداً مستقراً اقتصديا ليعيش بعيدا عمن حوله ويعمل على تركيب وتنفيذ فيديو كونفرانس ثلاثى الأبعاد لمدينة كبيرة وسط الصحراء، حيث يعرض مشروعه على أحد الأمراء السعوديين الذى كان بالفعل يفكر فى إنشاء مدينة كبيرة ذات استثمارات ضخمة وعالمية، لكن تتوالى المفاجآت الناتجة عن اختلاف البيئة والأفكار ونمط الحياة.
يحاول كلاى فى الفيلم أن يبحث عن وجهة نظر جديدة للحياة وطريقة لإنقاذ حياته المدمرة، وهو ما يجعله يسافر إلى السعودية، ويتعرض لأفكار مختلفة، وهناك يشعر بالصدمة حينما يجد مشاعر ومجتمعاً مختلفاً لكنه اصيل إلى حد بعيد، ويجد به الحلول بالفعل لإنقاذ حياته المدمرة.
ومن ناحية أخرى فهو يعانى نفسيا ويصاب بأزمة لكنه فى النهاية يقع فى حب امرأة سعودية تعمل طبيبة، وهى التى تشرف على علاجه بنفسها لتتبدل حياته نهائيا.
الفيلم الذى أخرجه وكتب السيناريو الخاص به توم تيكوير هو انتاج أمريكى المانى مشترك تم تصويره فى عدد من البلدان ومنها فى مصر وتحديدا فى مدينة الغردقة وهو ما يعطى أملاً فى فتح مجال جديد لجذب النجوم العالميين للتصوير فى مصر مرة أخرى بعد الأزمات التى مررنا بها مؤخرا، وكان هانكس قد أتى إلى مصر فى سرية تامة ليصور مشاهده خلال يومين، بالإضافة لبعض المشاهد فى المغرب وألمانيا.
ويشارك هانكس فى بطولة العمل عدد من الفنانين ومنهم جهاد عبده وهو ممثل أمريكى من أصل سورى والذى يقدم شخصية دكتور حداد والكسندر بلاك الذى يقدم شخصية يوسف ومن فريق العمل أيضا توم سكيريت وساريتا تشودرى وتريسى فيراوى وجاى عبده.
هانكس يسير على خطى جوليا روبرتس
من ناحية أخرى فتوم هانكس فى الفيلم يسير على خطى جوليا روبرتس فى فيلم eat pray love الذى تسعى من خلاله لترك حياتها ومجتمعها من أجل البحث عن الذات، حيث يعد فيلم «A Hologram for the king» من نوعية الأعمال التى تعمل على محاولة التقريب بين الشعوب بعيدا عن الحكومات والنزاعات السياسية لكنها تركز على الجوانب الثقافية ووجهة نظر المختلفة للبشر.
وبالرغم من أن قصة الفيلم تكاد تكون مجهولة للكثيرين إلا أنه بمجرد أن طرح البرومو الخاص به بدأ الهجوم من قبل السعوديين لتوجسهم من نقل صورتهم على اعتبار أنهم بدو ومجتمع قبلى كما جاء فى الصور المصاحبة للعمل، أو أن يكون الفيلم يكرس الصورة النمطية عن العرب التى اعتادت السينما العالمية نقلها.
كما استاءوا ايضا من تصوير السعودية على اعتبار أنها صحراء قاحلة فقط، وهو ما أكده تقرير موقع vocative تحت عنوان «غضب عارم من السعوديين على توم هانكس»، وتعجبوا أيضا من فكرة ظهور ممثلين غير عرب لتقديم شخصيات سعودية،
كما دافعوا عن صورتهم بالفيلم بتعليقات أنهم أكثر نظافة وأناقة من الصورة التى يظهرها العمل، وكان البرومو حقق مائة ألف مشاهدة بمجرد طرحه.
ووسط كل هذه التكهنات بأن العمل يعمل على الإساءة للمجتمع السعودى لم يلق أحدهم بالا بأن الفيلم أظهر البطل فى صورة نفسية أفضل ومجتمع صحى بعدما ترك بلده ليقرر الاستقرار فى السعودية، خاصة بعد أن يقع فى الحب ويجد ذاته التى كان يبحث عنها طويلا وأن الصحراء التى يصورها المخرج هى المدينة التى يقوم هانكس أو «كلاى» ببنائها، فالبرومو ليس كافيا للحكم على عمل فنى.