نادية صالح تكتب: لغة وشتائم الطبيبة غادة شريف

مقالات الرأي



 كثيرًا قبل أن أدخل فى هذه التأملات، لأنها تتناول واحدًا من الأقلام الجديدة التى ظهرت على صفحات «المصرى اليوم» هى طبيبة شابة.. غادة شريف، وأنا أعرف والدها المحترم أستاذ الأورام بجامعة القاهرة والوزير والمحافظ الأسبق وقد قابلت الدكتورة فى إحدى المناسبات الاجتماعية ويومها امتدحتها بمودة صادقة وتشجيعًا للشباب طبعًا، ولكننى اليوم وبعد مذبحة اللغة العربية وتدنى الألفاظ وتطاير الشتائم عبر الفضائيات أجد نفسى أمام واجب التنبيه إلى خطورة استخدام اللغة العامية فى الكتابة وعلى صفحات الجرائد بالإضافة إلى ما استجد علينا من شتائم وألفاظ يندى لها الجبين كما يقولون، وللحق أتردد كثيرًا ويحزننى أن تقود الطبيبة الشابة هذه الفرقة من أصحاب ومشجعى هجر اللغة العربية والإلتجاء إلى أحضان العامية مع العلم أن هناك طبعًا فارقًا بين العامية والسوقية وربما من المناسب أن أتساءل هنا منذ متى سارت العامية على صفحات جرائدنا؟! رحم الله الخال الأبنودى الذى اتحفنا بقصائده ما بين العامية المغرقة فى الصعيدية، وفى ذات الوقت اللغة العربية الفصحى بقصائده مستعرضًا فصاحته ورصانة أسلوبه.

ويا أيها السادة.. أرحمونا.. فقد وصل الأمر إلى شبه هجران للعربية.. لغتنا «الأم» وأصبحنا نشهد ونشاهد مذبحة «سيبويه».. وطبعًا معظم الشباب سوف يتصور أن سيبويه هذا نوع جديد من ساندويتشات الفاست فود. وليس أبو النحو والصرف.

واسمحولى أن استعرض مع حضراتكم مذبحة اللغة العربية فى الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب الجديد على ألسنة السادة النواب الجدد وهم يقسمون اليمين.. لقد قتلت وذبحت اللغة العربية فى هذه الجلسة التاريخية - عن طريق الخطأ طبعًا - وليس مع سبق الإصرار والترصد فالأمر كله يسفر ويظهر ويتبين معه حال تدريس اللغة العربية وما وصل إليه التعليم عمومًا.

ولا أظن حضراتكم تختلفون معى فى أن كثيرين يشتركون معى ويبادلوننى هذا الإحساس، ولكل هذا يزداد تعجبى واستغرابى للأستاذة الطبيبة التى سمحت لنفسها بهذه الاستهانة باللغة - ثم وهذا هو الأخطر - وشروعها مؤخرًا فى الشتائم واستخدام بعض الألفاظ الغريبة عليها كطبيبة وكمثقفة، وما قولكم يا سادة فى عنوانها الأحدث:

«اجرى ياض ألعب بعيد»؟!

ثم ما قولكم فى ختام عمودها الذى حمل هذا العنوان السابق حيث كتبت:

«أبوكو على أبو المصالحة»

ولابد أن يكون سؤالى للدكتورة الفاضلة: «أبو مين يا دكتورة؟!.

ويا أيتها العزيزة.. موضوعك كان مهما ولكن أفسدته اللغة والشتائم.