عادل حمودة يكتب:زيارة جديدة إلى فيروز فى الثمانين
فى تلك الليلة التى غاب فيها القمر بدا صعود الجبل مغامرة شديدة الخطورة.. أمطار تتجاوز قوة السيول.. طريق معتم إلا من أضواء مبهرة تعمى البصر.. تنفجر من مصابيح سيارات مجنونة السرعة.. تأتى فى وجوهنا.. منحنيات حادة.. غير متوقعة.. تهدد قلوبنا بالتوقف.. وشعور مكتوم بعدم الثقة فى براعة من يقود سيارتنا.. سوسن السيد.. ملكة جمال لبنان فى ذلك الوقت من خريف عام 1994.
لكن.. كل ذلك يهون أمام رؤية فيروز فى بيتها.. والتحدث إليها وجها لوجه.. وربما سمعنا منها مقطعا من إحدى أغنياتها.. فى ذكرى خاصة نتفاخر بها.
■ لم تجب سوى بنصف كلمة عندما سألتها عن شعورها بالوحدة بعد رحيل زوجها عاصى الرحبانى!
■ سألتها ملكة جمال لبنان التى كنا فى صحبتها عن أحمد سعيد أول من استقبلها فى القاهرة فقالت: مصر مفتاح الجنة المسحورة.. عقدة الغناء على الطريقة المصرية سيطرت على الرحبانية وعلى زوج ماجدة الرومى!
■ عندما سألت فيروز هل ستعود للغناء فى مصر؟ أجابت: أخاف السفر!
■ بيتها فى «بكفيا الجبل» نوافذه مغلقة وحجارته عتيقة والضوء فيه شاحب ولوحات الجدار مستوحاة من الكنيسة السيريالية!
■ صدمتنا رسالة كاريكاتورية من ابنها زياد تحذر من استيقاظه ورسم فيها نفسه عاريًا فى الحمام!
بدا رفيقى فى الرحلة الدكتور عبد المنعم عمارة حريصا على التحدث مع أجمل سمراء فى لبنان.. ليس حبا فى ملامحها فقط وإنما حرصا على حياتنا أيضا.
بعد ساعة وربع وصلنا بكفيا.. البلدة الصغيرة التى تتبع محافظة الجبل.. ويمثل الموارنة أغلبية سكانها.. ومنهم عائلة الجميل التى خرج منها ثلاثة رؤساء للبنان.
البيت مبنى من الحجارة التى أفقدها القدم زهوتها.. على جانب مدخله جناح مستقل علق عليه ابنها زياد رسالة تحذر من استيقاظه ورسم نفسه جالسا يقضى حاجته.. وزياد ملحنها الذى ورث عن أبيه عاصى موهبة الموسيقى وأضاف إلى صوت أمه الجوهرة نغمات شابة أضافت إليها أجيالا جديدة من عشاق صوتها.
منذ سنوات ليست قريبة هرب من المنزل بعد أن تكاثرت الخلافات بين أمه وأبيه معتبرا نفسه متمردا يميل إلى الحياة الصافية الممتعة الخالية من العقد التى حكمت كل من حوله.. واشهرها عقدة الغناء على الطريقة المصرية.
وربما لذلك السبب أعاد توزيع لحن أغنية سيد درويش «أه ده اللى صار» لتغنيها فيروز فى القاهرة عام 1989 بعد غياب طويل عن مصر.. بل.. ويتمنى أن يعيد توزيع أغنانى أم كلثوم.. خاصة أغنية القلب يعشق كل جميل.
صعدنا درجات متآكلة لم أفكر فى عدها لندخل صالة أتذكر بصعوبة ملامحها.. فقد كان الضوء شاحبا.. بدا فيه وجه فيروز غير واضح القسمات.. كأنها تخفى آثار الزمن عليها.. أو كأنها تزيد المسافة بينها وبين زوارها.
النوافذ مغلقة.. لا شعاع نور واحد نجح فى التسلل إلينا.. الأثاث عتيق.. مثل فناجين القهوة.. وكؤوس المياه.. ولوحات الجدار التى لا تعرف هل تمت للكنيسة السيريالية التى تتبعها أم مستوحاة من طبيعة صامتة مثل صاحبتها؟
كأننا نجلس فى محراب قديس.. أو قلاية راهب.. أو فصل فى مدرسة الأحد لم يعد يستقبل تلاميذه.. لابد أنها قد استوحت من رائحة وملامح المكان أغنيتها الشهيرة زهرة المدائن.. لأجلك يا مدينة الصلاة أصلى.. يا قدس.. عيوننا إليك ترحل كل يوم.. تدور فى أروقة المعابد.. تعانق الكنائس القديمة.. وتمسح الحزن عن المساجد.
لابد أن المكان من حولها ضاعف من إحساسها بكلمات الأغنية.. أحست بليلة الإسراء.. ودرب من مروا إلى السماء.. أحست بالطفل فى المغارة وهو يشارك أمه مريم البكاء.. لتؤكد فى نهاية كل صورة شعرية أو سياسية أنها تصلى.
لكن.. الغضب الساطع الذى توقعت قدومه لم يأت.. وأبواب المدينة المقفلة لم تفتح.. ولم تغسل وقد تجاوزت الثمانين وجهها فى نهر الأردن.. ولم نعد القدس بأيدينا.. ولم نسترد سلامها.. فقد انشغلنا بحروبنا الطائفية والمذهبية والدينية.. وظلت مدينة الصلاة مستوطنة حرب.
جاءت قهوة لم نطلبها.. سمعنا فى منجم الصمت الذى نجلس فيه صوت ارتشافها.. كلماتها مثل اللؤلؤ نادرة.. تحتاج مجهودا لاستخراجها.
تجرأت وسألت: هل تشعرين بالوحدة بعد رحيل عاصى؟.. هزت رأسها بما يفهم منه بصعوبة أنها تفتقده.. لقد تزوجته فى عام 1954 وكان موظفا فى الإذاعة اللبنانية.. وتعرض لنزيف فى المخ عام 1972.. لكنه.. نجا منه.. وظل يساندها ويؤلف ويلحن لها حتى توفى عام 1986.. وإن لم يمنع ذلك وجود مشاحنات مزمنة سيطرت على سنوات طويلة من علاقتهما.. جعلت زياد يقوم بدور شاويش المخفر لفضها على حد قوله.
كان عاصى اجتماعيا بينما فيروز انطوائية.. منحته الشهرة جاذبية النساء.. وضاعفت الشهرة من عزلتها.. وعند حد ما انفصلا إنسانيا وبقيت صلاتهما فنيا.
بعده تضاعفت متاعبها مع عائلة شقيقه منصور.. لتصل إلى ذروتها بحكم قضائى يصادر صوتها عام 2010 ويمنع عرض مسرحيتها يعيش يعيش مما أغضب عشاق فيروز فوقفوا يحتجون فى ميدان المتحف وساندهم قبائل المعجبين بها فى كل مكان فوق سطح الأرض.
لقد ترك منصور خدمته فى البوليس لينضم إلى أخيه بعد زواجه من فيروز فى الكتابة والتلحن لها.. فى خلطة فنية مميزة يصعب تحديد نسب كل منهما فيها.. لكن.. رقى الموسيقى وسحر الطرب ينتهيان مهما طال الزمن إلى حارة ضيقة تجرى فيها حسابات وحقوق مادية.. لو تمكنت من أهلها هلكوا جميعا بعشاقهم.
سألتها سوسن السيد عما يعنى لها اسم أحمد سعيد؟
همست: مصر مفتاح الجنة المسحورة.
كانت قد سافرت هى وزوجها فور زفافهما إلى مصر وقابلا أحمد سعيد.. فى صوت العرب ليعرضا عليه عملا فنيا عن فلسطين لكنه طلب منهما السفر إلى غزة التى كانت تحت حكم مصر ليشعرا أكثر بمتاعب الفلسطينيين إلا أنهما خشيا على حياتهما من أخطار العمليات الفدائية التى كانت مشتعلة هناك.
لم يكن خجلها قادرا على شرحها.. ولم يضف زوجها المغمور شيئا للتعبير عن حلمها.. لكن.. الإذاعى الذى سبقت موهبته شهرته طلب سماعها.. وما أن غنت حتى وضعها بين يدى عبد الوهاب.. وبتوجيه منه غنت شط إسكندرية.. شط الغرام.. حيث رمانا الهوى.. لنصبح فى دنيا هنية وليالى رضية.. والشاهد علينا غنوة أمارية.. و النسمة البحرية.
إن مصر مفتاح الجنة المسحورة لكل مطربى ومبدعى العرب.. أسمهان.. فريد الأطرش.. صباح.. فيروز.. وغيرهم.. لكن.. بعضهم تمرد بتحريض خفى عليها.
لقد وسوس انطوان الدفونى زوج ماجدة الرومى ومدير أعمالها لها فحرمها من غناء أعمال مطربى مصر رغم نجاح أغنية عبد الحليم حافظ أنا كل ما اقول التوبة التى قدمتها فى مهرجان قرطاج.
كتب الكلمات عبد الرحمن الأبنودى الذى دعانى ذات مساء إلى لقاء معها فى جناحها المطل على النيل بفندق سميراميس.. وفوجئت بوليمة دسمة جاءت ساخنة من حمام فرحات وقت أن كان محلا صغيرا فى ممر ضيق من ممرات حى الحسين.. وقبل أن يتوسع ويصبح متعدد الفروع على طريقة كنتاكى فريد تشكين.
وليلتها بدا زوجها رافضا تلون صوتها بجنسية مصرية رغم أنها ولدت فنيا وهى صبية صغيرة فى فيلم يوسف شاهين عودة الابن الضال بدعم من والدها حليم الرومى وتشجيعه قائلا: الولادة فى مصر ولادة طبيعية وبعيدا عنها حمل خارج الرحم.. وأمام ضعفها تجاهه لم تشأ أن تعبر عن إيمانها بأن الطرب المخلوط بالشجن العاطفى للمصريين يستحيل على مطرب عربى يريد التغيير والتجويد أن يتجاهله.
وما عجزت عن النطق به فى القاهرة سمعته منها فى بيروت بعد أن عصف بها أنطوان وسحب منها بريق الحياة بإعلان علاقته مع مطربة صغيرة هى دانيال صفير.. بل وأكثر من ذلك أخرجها من بيتها.. ومنعها من السهر بعد الحادية عشرة حتى يحكم القضاء بطلاقها.. لتجد نفسها شاحبة.. زائغة.. جلدا على عظم.. رافضة كل ما حولها.. وإن أرجعتها موهبتها إلى الحياة.
وبعودتها إلى الحرية عادت إلى مصر.. وسمعت منها ما يؤكد أن مشهد النيل من غرفة فندقها رد لها الروح.
ولن أنسى يوم رأيتها فى كافيتريا مستشفى دار الفؤاد وبيننا أحمد زكى الذى جاءت متنكرة لتزوره بعد أن أصيب بسرطان الرئة.. بدت نحيفة.. منكمشة.. خافتة الصوت.. كأنها بقايا شبح على وشك التبخر.. فى ذلك الوقت من عام 2004 كانت أزمتها العاطفية فى ذروتها.. ويومها طلب أحمد زكى منى بقاء الزيارة سرا.. فقد جاءت هاربة.. متجاوزة قرارات المحكمة قبل طلاقها.
وذكرتها يومها بما رواه زوجها السابق عن الكهوف التى كان نظام صدام حسين يحتفظ فيها بمئات الملايين من الدولارات فرضت عليه التنقل بينها بسيارات الجولف وأجبرته على أن يأتى بمتخصصين فى قتل الفئران لكى لا تأكل الدولارات.. لكنها.. لم تعلق.. واكتفت بالقول: كان انطوان شخصية مثيرة للريبة.
فيروز نفسها عانت من العقدة نفسها.. عقدة الغناء لملحنين وشعراء مصريين.. أو إعادة توزيع أغانيهم من جديد.
سألتها مباشرة: هل ستغنى من جديد فى القاهرة بعد أن غنت على سفح الهرم عام 1989 مصر عادت شمسك الذهبى؟
لم أشأ أن أفرط فى التعبير عن ضعف الكلمات وقوة الإحساس مثل غالبية أغانيها.. فالصوت النادر القوى الصافى يضفى معانى غائبة لم يصل إليها الشعراء أحيانا.. إن كلمات مثل جئت يا مصر وجاء معى تعب إن الهوى تعب وسهاد موجع يصيبها الوهن لو نزع منها صوت فيروز.
أجابت: السفر خوف!
عندها فوبيا الطيران.. لكنها.. اجبرت على السفر إلى لندن والغناء على مسرح بيكاديلى وقت أن كان وطنها ممزقا فى حرب أهلية دارت معاركها فى جسد واحد.
كان ذلك فى فبراير 1978.. بعد ثلاث سنوات من تلك الحرب.. ويومها كتب نزار قبانى ملحمة فى صوتها بعد أن قضى ليلة فى حضنه أزالت وحشة الغربة التى يعيشها فى لندن هو ومئات من اللبنانيين بسبب تلك الحرب التى خاضوها نيابة عن دول عربية غابت عن المشهد بجسدها وحضرت بأموالها.
كتب نزار: بعد ثلاث سنوات من العطش جاءت السيدة ذات الصوت المائى.. جاءت فيروز.. هجمت علينا كغمامة.. كقصيدة.. كتفاصيل حب قديم.. بعد ثلاث سنوات من البشاعة جملتنا.. بعد ثلاث سنوات من التوحش جملتنا.
غنت فيروز فى مسرح بيكاديلى فاستلمت السلطة ثلاث ساعات.. استطاعت أن تحكمنا وتوحدنا وتهذبنا وتثقفنا وتغسلنا من غبار الجاهلية.. كان الوطن محطما فشالته بحنجرتها.. وكان يتيما فأخذته بين ذراعيها.. وكان متناثرا فلملمته.. آه كم هى عظيمة ومدهشة هذه المرأة.
عظيمة لأنها استطاعت أن تكون دولة لها حدودها وسيادتها وقوانينها ودستورها ومؤسساتها وبعثاتها الدبلوماسية.
ومدهشة لأنها حين انكسرت أرجل الدولة شكلت فوق حنجرتها حكومة ظل.. أو حكومة منفى.. وقدمت للوطن المكسور عكازين.. عكازا من الشعر الجميل.. وعكازا من الصوت الجميل.. فمشى عليهما.
لكن.. الشعر الجميل الذى يتضاعف جماله بصوتها الأجمل لم يمنحاها شخصية اجتماعية جذابة.. بل.. غالبا ما ستصدم مثلى لو جلست معها.
إننا نحن الثلاثة الذين جلسنا أمامها نمتلك كثيرا من القدرة على الحوار.. سوسن السيد التى لم تكتف بتتويجها ملكة فى منتصف الثمانينيات وإنما قدمت أنجح برامج الحوار على شبكات التليفزيون اللبنانى.. عبد المنعم عمارة محافظ الإسماعيلية ووزير الشباب وأستاذ العلوم السياسية الموهوب فى فتح قلاع الكلام المغلقة.. وأنا بما تعلمته من مهنة الصحافة التى تتغذى كل يوم بخبز السؤال وتبدأ بعلامة استفهام وإن انتهت كثيرا بعلامة تعجب.. نحن الثلاثة عجزنا عن إقناعها بالتخلى عن بخلها فى الرد على ما نطرح من أسئلة وما نبدى من مديح ربما يصل إلى درجة كسب ودها.. كانت ترد بكلمة.. فى حالة بخل لم نعهدها فى مطرب أو فنان.. وربما.. وصلت هذه الحالة إلى حد الصدمة.
هنا.. وصلت إلى حقيقة واقعية يجب الحفاظ عليها لكى لا تؤثر على تقديرنا لتلك المغنية العظيمة.. أن نستمتع بصوتها.. لا بسهراتها.. أو حواراتها.. أو حكاياتها.. ما الذى نريده من شجرة المانجو؟.. ثمرتها.. ما الذى نريده من الصدفة؟.. لؤلؤتها.. ما الذى نريده من المبدع الخشن الصامت وربما الكئيب؟.. إبداعه.
وصلت إلى تلك النتيجة ونحن نغادر بيت فيروز عائدين إلى بيروت.. لكننى.. لم أذكرها فى حوارى الذى نشرته معها قبل عشرين سنة.. خشية أن أتهم بمن لم يجد فى الورد عيبًا فوصفه بأحمر الخدين.. وخشية ألا يستوعب أحد ما اقصد.. فأتعرض لمدفعية ثقيلة من أنصارها.. وهم ملايين الملايين فى كل بقاع الأرض.
لكننى.. وجدت من المناسب الإشارة إليها بعد أن قرأت مقالا قديما للشاعر الموهوب صلاح عبد الصبور.. نشره فى روز اليوسف عام 1960 بعد أن زار فيروز فى بيتها.. وسبقنى إلى نفس النتيجة.
لقد جاء ليسمعها فى دمشق لكن الطائرة تأخرت وحرمته من صوتها، فقرر السفر إليها بصحبة صلاح جاهين والنائب اللبنانى أمين الحافظ وزوجته ليلى عسيران.. وبعد أن عاش مشقة الطريق التى عشتها إلى بيتها التقى بها معبرا عن أمنيته التى تحققت برؤيتها فى قلعتها بأعلى الجبل.. لكن.. بدا له أنها لم تفهم كلامه وإن تمتمت بكلمات شكر لم يتبينها ورد نيابة عنها زوجها عاصى.
ويضيف عبد الصبور: ثلاث ساعات لم تنطق فيها فيروز إلا ثلاث كلمات ونحن جميعا ننشد الشعر بالدور ونتحدث عن الموسيقى والغناء ونقارن بين صوت سيد درويش وصوت وديع الصافى.. وهى شاعرة الغناء لا تتكلم.
وخرجنا إلى الطريق وصورة فيروز فى وجدانى شاحبة.. شاحبة جدا.. كان الأفضل لى ولخيالى أن أظل أحس بها نغما طائرا وأن أتخيلها (فقط يتخيلها) حديثا عذبا وظلا رقيقا ووجها ملائكيا.
ولكنى.. عدت أسأل نفسى.. لماذا لا نكتفى من الفنان بفنه ونحاول أن نستمتع بشخصيته أيضا؟.. هل لابد أن يكون الشاعر العظيم متحدثا عظيما؟.. هل لابد أن يكون القصاص الكبير الذى تفيض قصصه بفهم طبيعة البشر والإدراك للأحاسيس والانفعالات هل لابد أن يكون حين يتحدث غنيا بالفهم والإدراك مثله حين يكتب؟
إن الفنان الكبير يشق طريقه فى الحياة بفنه فلماذا نطالبه أيضا أن يشق طريقه فى المجتمع بخفة ظله وجمال شخصيته على النفس؟
وخاف صلاح عبد الصبور أن يكون ظلم فيروز فمال على صلاح جاهين وسأله عن رأيه فى شخصيتها.. لكن.. صلاح جاهين هرب من الإجابة قائلا: والله مش عارف.
على أننى بعد 55 سنة مما كتب أجيب نيابة عن صلاح جاهين مستخدما وصف محمود درويش لها: فيروز أغنية نسيت أن تكبر.. وليذهب كل شىء خارج حنجرتها إلى الجحيم.