عبد الحفيظ سعد يكتب: 6 أسباب وراء تصوير الرجال أفلاما جنسية مع عشيقاتهم
استمرار الشخص فى تصوير نفسه عدة مرات يقلل حذره من تسرب التسجيلات
صار طبيعيا أن تختفى مجلة "بلاى بوى" الشهيرة بنشر الصور العارية للنجمات، فلم يعد هناك حاجة تدفع المراهقين لشراء المجلة التى ظلت متربعة على عرش توزيع المجلات، بما يزيد على 7 ملايين نسخة، على مدار 62 عاما، لكن توزيعها انخفض فى الفترة الأخيرة إلى ما دون الـ800 ألف نسخة حاليا.. ولم تعد الصورة العارية للمجلة المثيرة، جاذبة لقطاع المراهقين، بعد أن صارت الفضائح الجنسية المصورة، تغطى على اهتمام المراهقين، بعد أن حطمت ثورة الاتصالات المتمثلة فى الإنترنت مع تطور كاميرات التصوير، أسطورتها، ولم تعد شهوة الفضول لمعرفة تفاصيل جسد النجمة المثيرة أو حتى معرفة أدق تفاصيل أسرار الجسد المختفية خلف الملابس، عملية صعبة، أو تحتاج لأدنى مجهود.
انخفاض شعبية الصورة العارية، انتقلت إلى عدم الاهتمام برؤية فيلم إباحى "ثقافى"، والذى يقوم بأدائه ممثلون محترفون، بل إن نسبة الاهتمام بمشاهدة هذه النوعية من الأفلام الجنسية على مواقع الإنترنت انخفضت، رغم سهولتها ولم تعد هناك حاجة لجهاز عرض أو شريط فيديو، بل لا تحتاج سوى لضغطة بسيطة على لوحة "الكيبورد"، مع بداية ظهور الإنترنت.
لكن فضول البحث على الجسد العار، لم يختف، فالاهتمام بالجنس فى حياة البشر، على قمة احتياجاتهم، بعد الطعام والماء، لكنها تحولت من مجرد مشاهدة صورة أو فيلم جنسى كامل، إلى نوع آخر من المشاهد العارية ليست مجرد فيلم جنسى، بل مشاهد فضيحة كاملة والتى تصل لأدق الأسرار فى فراش العشاق، فاقت توقعات وتمنيات النميمة التقليدية فى تشويقها، لما تحمله من فضيحة وجنس، مسجلة بالصوت والصورة.
وعندما ترى صورة نجم مجتمع أو رجل سياسى أو رجل دين، أو صاحب بيزنس، وهو فى وضع جنسى كامل وهو يصور نفسه فى أحضان عشيقاته. يزداد الفضول ويذهب بعيدا، عن مجرد الإثارة التى لم تعد مجرد صورة لإشباع الحرمان المقترن بالجنس، إلى ما هو أكثر، بعد أن جمع بين الجنس والفضيحة، خاصة إذا كانت لسياسى أو نجم مجتمع، وهى القاعدة التى قامت عليها صحافة الـ"باباراتزي"، الذين يطاردون نجوم المجتمع فى لحظات حميمة خاصة، وصولاً لاستغلال تقنيات تكنولوجية عالية فى التصوير خلسة فى فراش المتعة، وهو ما يلجأ له الخصوم أو أجهزة أمنية كأوراق تستخدم فى تصفية الحسابات.
لنصل لمرحلة جديدة من قصص الجنس المصور، لا يتم التقاطه خلسة أو يتم إداؤه بشكل تمثيلى، بل إنه لفيلم جنسى كامل لفنان أو نجم أو شخصية عامة، وهو يصور نفسه وهو فى أقصى حالة من الحميمية فى العلاقة بين الرجل والست، دون أن يدرى الطرفان أو يتوقعا حدوث الفضيحة، وقبل 15 عاما هزت مصر صور لفيلم إباحى نشر فى صحيفة "النبأ" لراهب مشلوح مع سيدة بعد أن صورها بنفسه، لابتزازها، تسرب التسجيل ووصل إلى الصحف ولم يعد الأمر مجرد فضيحة جنسية ولكن كانت كارثة عاشتها مصر أسابيع بسبب حساسية رجل الدين.
وبعد واقعة الراهب المشلوح بعامين، ظهرت "سيديهات" تجمع رجل الأعمال حسام أبوالفتوح بعدد من السيدات فى فراش المتعة، أبرزهن الراقصة دينا، وتحول الأمر لفضيحة لرجل أعمال من النوع الثقيل، خاصة أنها تزامنت مع زيادة أجهزة الكمبيوتر، وسهولة العرض وتداول "السيديهات"..
فى قضية أبوالفتوح ودينا، تحول الأمر للقضاء، بعد أن ارتبط بقضايا أخرى تخص رجل الأعمال، بعد أن قام الأمن بتفتيش منزله والعثور على المشاهد الحميمية بين رجل الأعمال وعشيقاته، لتجد طريقها بسرعة الصاروخ فى الأسواق الخلفية لشوارع الفضائح والنميمة، لكن الفضيحة كانت بداية ثورة أخرى فى أفلام الجنس، لتضم مشاهير.
أغرب ما فى واقعة أبوالفتوح ودينا، أن عملية التصوير كانت تتم بمعرفة رجل الأعمال، الذى تسبب دون أن يدرك فى صنع فضيحته، عندما أغرته نفسه بأن يسجل بكاميرات خاصة مشاهد مع عشيقاته.
عملية تصوير الرجال مع نساء فى فراش العشق، تحولت لظاهرة ولم تقتصر فقط على رجال أعمال أو رجل دين، فقصص الفضائح الجنسية المسجلة، والتى انتشرت فى الفترة الأخيرة، لم تستثن أحدا من الطوائف والمهن، فقبل ما يزيد على عام انطلقت فضيحة تسجيلات جنسية معروفة بـ"العناتيل" أشهرها مدرب كاراتيه بمدينة المحلة، الذى تمكن من تسجيل عدة لقاءات بسيدات، وتسبب الشريط فى فضيحة كبيرة، بعد أن تم تداوله بصورة ضخمة وصار فى متناول الجميع، وأدى ذلك لحبسه بتهمة تصوير سيدات فى أوضاع مخلة.
ومنذ أسابيع قليلة تفجرت فى محافظة الإسماعيلية أفلام جنسية، لمرشح منتمٍ لحزب النور السلفى ذو التوجه الإسلامى، مع عدد من السيدات، بعد أن قام بتصويرهن بنفسه، وسبق الشيخ السلفى، زميل له آخر قام بتسجيل لقاءاته مع عشيقاته.
وغالبا ما تجد هذه الفيديوهات طريقها إلى العلن، بعد احتفاظ صاحبها بها على جهازه المحمول أو الكارت ميمورى الخاص بالهاتف، ثم تتسرب عن طريق السرقة أو النقل خلسة، أو القرصنة على الكمبيوتر، لتنتشر كالنار فى الهشيم، لأنها تجمع ما بين فضول الجنس والبحث عن فضيحة، ولا تقتصر فقط على مجرد الإثارة، وقد تصل لمرحلة تصفية الحسابات، كما هو متداول حالياً لنائب برلمانى شهير.
تبدو الفضيحة هنا مركبة، لأنها تكشف عن سلوك نفسى غريب، لا يجد الأطباء النفسيون، وصفا دقيقاً له، طبقا لما يراه الدكتور نبيل القط أخصائى الطب النفسى الذى يرجع فكرة تصوير الرجل لنفسه فى أوضاع خاصة وهو على الفراش، لـ6 أسباب، على رأسها، "النرجسية" أو الإعجاب المفرط بالذات، يدفعه أن يصور نفسه ليتباهى بصوره، وأحيانا يكون الشعور بالدونية دافعا لصاحبه لتصوير نفسه ليكتسب شعوراً بالقوة وتعويض النقص.
والحالة النفسية الثالثة كما يوضح الدكتور نبيل القط، هو الاستعراض، أو اهتمام الشخص بالأداء الجسدى، وهى حالة تظهر عند النساء أكثر من الرجال وتعتبر ميلا إلى جذب الانتباه، وتعظيم شعور الإعجاب بالذات.
والسبب الرابع، أن الشخص كان لديه طموح للعمل بالتمثيل، لكنه لم يجد فرصة ويدفعه إحباطه الداخلى، أن يقوم بدور يعتقد أنه بطولى ليرضى نفسه ما يدفعه أن يسجل لحظات تظهر فيها رجولته، ليرى نفسه فى مشهد تمثيلى، من صنعه.
ويوجد سبب آخر يدفع الشخص للقيام بعملية تصوير نفسه، كما يرى دكتور نبيل القط، وهو الابتزاز المرتبط بسلوك الشعور بالإحباط أو العدوانية، هو أن يقوم الشخص بتصوير نفسه ليبتز الشخص الآخر سواء بالحصول على منفعة أو يضغط عليه لاستمرار العلاقة، وغالباً ما يكون هذا الشخص مصاباً بحالة عدوانية تجاه المجتمع، ولا يوجد لديه شعور بالأمان تجاه الآخرين.
والسبب السادس، هو الشعور بالمتعة، أثناء مشاهدة الشخص لنفسه وأن يقوم بعملية تقييم لأدائه حتى يحسن مستواه أو يتلافى عيوبه.
ويوضح نبيل القط أن هذا الشخص ينازعه شعوران متناقضان ما بين الرغبة الشديدة فى أن يقوم بما تمليه عليه نفسه المريضة أو الخوف من افتضاح أمره، وفى حال إقدامه على هذه الخطوة، فإنه يعيش حالة إنكار مرضى، يوهمه بأن كل الأمور بالنسبة له تحت السيطرة ولن ينكشف أمره، وأن إجراءات الحيطة والحذر ستجنبه الفضيحة، لكنه مع اعتياد تصوير الشخص نفسه، يقل الحذر لديه ما يدفع لانكشاف أمره سواء لأعماله أو بالصدفة أو وجود شخص متربص به، وساعتها تحدث الفضيحة.