د. أحمد يونس يكتب: هيستيريا التشقــلب فى الهــواء
■ ليه يـا بنفســج؟ أروح لمين؟ على إيه بتلومنى؟ جـــددت حــبـك ليه؟ إمتى حتعرف إمتى؟ كـــل دا كــان ليه؟ هـو صحيح الهــوا غلاب؟ ليه خــليتنى أحــبـك؟ أغداً ألقاك؟ بتسأل ليه عـــلى؟ شايف البحر شـو كـــبير؟ إيه ذنبى إيه؟ عايز جواباتك؟ ما السر يـا هل ترى فى جــمال أغانينا التى تبدأ بصيغة السؤال؟
■ ■ ■
اتحاد الكرة، لا ينجح إلا فى البقــاء باركاً ـ كـعجل الوســيةـ على صدر المصريين، ولا ينصرف حتى بالطبل البـلدى. كما لو أن منتخـب الشباب تحت 23 ســـنة، لم يودع التصفيات الأوليمــبية على مستوى إفريقيا دون أن يفوز بمباراة واحدة، متسبباً فى نوبة من البكاء حتى احمرار العيون لمعظم الناس على أرض المحروسة. كما لو أننا لم نخـرج من المباريات التمهيدية المؤهلة لكأس العالم فى البرازيل، إثر الهزيمة المــذلة على يد غانا بستة أهــداف لواحـــد. كما لو لم تكن هناك فضيحة مالية كريهة الرائحة فى مباراة السنغال، أو كما لو أن أعضاءه كانوا ـ لا سمح الله ـ فوق مستوى الشبهات. صناعة النكد هى الموهبة الوحيدة التى يتمتع بها مجـلس إدارته الذى غــرق أعضاؤه حتى الأذنين فى الوحل. ليس الوحيد على أى حال. وعلى رأى فكتور هوجو: الأوضاع البائسة لا تجتذب سوى الأشرار. الأوضاع البائسة لا تجتذب سوى مـن؟ الأشرار.
■ ■ ■
■ هيستيريا التشقــلب فى الهــواء. ربما صارت هى الرياضة المـفضلة فى مصر. لو دخلت العفاريت بلداً، فلن يحكمه غـيـر الجنون. المنطق بالضرورة هو الفريسة الأولى بين أنياب العفاريت. ومع سقوطه تتقوض تباعاً سائر قوانين الحياة. تتساوى فى أعيننا كل الطرق: المؤدية إلى الخلف أو نحو الأمام. يتقاتل الأخـوة حتى ترتوى الصحراء العربية الكبرى بالدم، بينما العدو يبيع السلاح لجميع الأطراف. وعلى غفلة، تضيق المسـافات كثيراً ما بين الجنسين داخل جماعات الإرهاب. الرجال يختبئون خلف النساء فى المواجهات الفــئرانية ضد الشرطة والأهالى. يتأكد بالتجربة أن اللحية ليست دليلاً كافياً على الرجولة. صاحبات العفاف من الحرائر ينهلن بالعض على أساتذتهن فى حـين يمزقن ملابسهن على الملأ، تمهيداً لتصويرهن عاريات، أو يسارعن بالشعــبطة على المواسير أو يشعلن النار فى أحــواض الزهر والســيارات والمارة. بالتجربة ثبت أيضاً أن الطرحة أو النقاب لا يشكلان فى حد ذاتهــما دليلاً كافياً على الأنوثة. لو دخلت العفاريت بلداً، فإن الجهـات الأصـلية أو الفرعـية تتداخل مع بعضها على شكل دوائر كتلك التى فى لعبة المتاهات، ولا يغدو أن هناك فـرقاً بين الأعلى والأسفل. إشارات المرور تصبح ـ كالألعاب النارية فى الأعــياد ـ خالية تماماً من المعنى. عندما تفقد البوصـلة عقلهـا تشير الإبرة إلى الجنوب، ولا يوجد ما هو أكثر غــباءً من تـخــيل أن العالم يمـكـن أن يتغير وفقاً لخيالات شخــص يخوض معاركه فى حـلقــات الذكــر أو يفقد أعصابه كلما رأى أنجر فتة. مقياس الكفاءة الوحيد عند الإنسان سيكون هو مدى قدرته على التشقــلب فى الهواء. إذا صارت الأرض فجأة هى السقف، فليس أمام الجميع سوى الوقــوف على رؤوسهم، كما يحدث تقريباً الآن. أو من غــير تقريباً.
■ محمد حــلمـى هلال، السيناريست المحترم، لا يعرف أننى سأكتب هذه السطور، ولا أتمنى أن يقرأها حتى لا يخاصمنى. عيناه فى أمــس الحــاجة إلى التدخل الطبى. لولا أن الكبرياء يمنعه من أن يتكلم. يـا هل ترى ما فائدة الحكومة التى لا تتحرك فور علمها بأن واحداً من أجــمل مبدعى مصر يعانى فى صمت؟
■ ■ ■
■ الشــتـاء الحقيقى: ســحـابات مــن الشجن البنفسجى، تخيم على سماء القلب.