نادية صالح تكتب: البطران سكته إيه؟! يا شباب المجتمع الراقى
ده طبعًا إذا كان شباب الجامعات الخاصة الأمريكية أو الألمانية أو الفرنسية أو الكندية إلى آخر هذه الجامعات، إذا كان قد سمع عن هذا المثل الشعبى «البلدى» «البطران سكته قطران» لا مؤاخذة ودعونا نتأمل ونسأل لماذا لم يذهب هذا الشباب الراقى أو معظمه للإدلاء بصوته فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية؟! ولا أريد أن أحكم هذا الحكم عن الإطلاق فلابد أن هناك منهم من يعى الأمور على حقيقتها ويقدر المسئولية الوطنية وبالطبع لابد أن نستثنى من هذا الشباب المقاطع شباب المناطق الشعبية الجدعان المكافحين الواعين الذين لا تخدعهم الشعارات والحنجوريات.. وفى رأيى المتواضع أن شباب المجتمع الراقى أو من كانوا يطلقون عليه «زمان» المجتمع المخملى «من القطيفة» هذا الشباب مدلل.. وقد اعتاد على أن طلباته كلها تتحقق فى التو واللحظة، أى إذا طلب شيئًا فى هذا اليوم «مثلاً» فلابد أن يتحقق له هذا الطلب «أمس».. ، ومن هنا فهذا الشباب لم يقدر ما تحقق لهذا البلد وما اجتازته مصر من مخاطر بفضل الله ووعى شعبها وجيشها وشرطتها حتى ابتعدنا عن حرب أهلية، «كادت تهددنا - لا قدر الله - وفوضى وضياع وسقوط لمؤسسات الدولة كما نرى فى دول جوارنا حتى أصبح اللاجئون من أبنائها يعانون ويطلبون اللجوء والعون وندعو الله أن جنبنا هذه الويلات.
وعلى أية حال.. فإن من تأخر وقاطع الانتخابات بأى حجة من هذه الحجج فلابد أن يندم، وإذا كان هذا حال الأحزاب الموجودة وخيبتها ومشاكلها فلابد أن نبذل نحن المواطنين جهدًا فى التعرف على المرشحين المناسبين أو على الأقل نتجنب من كاد يذهب بنا وببلدنا وراء الشمس ويعيدنا إلى العصر الحجرى والكهوف، ولابد أن نتذكر ونحن «مؤمنون» أننا لا يجب أن نلدغ من نفس الجحر مرتين.. ونتذكر أيضًا أن هؤلاء الأشرار هم من يدبرون الشائعات ويطلقونها حتى يرتبك المجتمع وتسقط الدولة.. وكلنا سمع ورأى شائعاتهم حتى توهم الناس أنه لن تكون هناك انتخابات وها قد ثبت كذبهم.
وبالإضافة إلى ذلك عندما يقولون للشباب «قاطع» لأن رأيك لا قيمة له ولن ينجح من تنتخبه..، وللحق هذا سبب لا يصدقه إلا من وضع عقله فى ثلاجة.. فمن غير المعقول أن ينجح كل من اخترته، ولكن المعقول أن نتجنب من لا نريدهم وقمنا بثورة على فاشيتهم وتخلفهم.. إخوان الشياطين الذين تسللوا فى غفلة وسوء تقدير وحاشا الله أن يتكرر ذلك.
ويبقى الحزب الوطني.. ومن ينتمى أو انتمى إليه سابقًا.. وهنا لابد أن نتذكر أن ثورة 25 يناير لم تطلب أن يرحل الحزب الوطنى وإنما طلبت أن يرحل نظام أفسد الحياة السياسية بطول بقائه فى الحكم وفى سنوات حكمه الأخيرة حتى أن الناس تسربت إليها مخافة التوريث ولذلك طالبت الجماهير فى 25 يناير وكان نداؤها «ارحل».. «ارحل».. وخلاصة القول إن الحزب الوطنى ليس كله فاسدين ومرتشين فليست هذه طبيعة الأشياء.. ولا يصح أن يكذب الأشرار ويوهموننا باسم ما اطلقوا عليه «الفلول» أو «العسكر» لقد أخرسهم الله وأخرس ألسنتهم.. وقال الشعب كلمته واصلحت الملايين فى 30 يونيوما أفسده الشر والأشرار.
شباب مصر الأذكياء.. لا تنخدعوا بالأقوال وانظروا إلى الأفعال.. وثقوا أن لكل مقام مقال.. ومقال اليوم هو: الاصطفاف.. الاصطفاف من أجل مصر.. وراقبوا آباءكم وأجدادكم وذاكروا كفاحهم وكونوا خير خلف لخير سلف وإلا فالبطران....؟