إيمان كمال تكتب: مصر تستطيع
هل تستطيع مصر حقا..
هل يتحول الأمر إلى واقع أم سيظل مجرد حلم فى مخيلة كل منا بمصر التى فى خاطرنا وفى قلوبنا..
لا أجيد التعايش مع أمجاد سابقة.. فلا أتفاخر بمصر التى كانت قبل عهود وسنوات طويلة عفى عنها الزمن، أو مصر التى لم تعد الآن ونقرأ عنها فى كتب التاريخ.
لكننى أحلم بمصر التى فى مخيلتى وإن غابت عن الواقع وأيضا عن الشاشات التى تعرض يوميا عشرات بل مئات المشاكل التى لا نكاد نخرج من واحدة منها لتبدأ أخرى.
فلا صحة ولا تعليم ولا كهرباء ولا بنزين ليصبح المعادل الوحيد للحياة على أرض مصر هو الفساد الذى نستنشقه مع كل نسمة هواء، لنصبح على حافة الهاوية بين قاب قوسين أو أدنى من السقوط فى الهاوية إن لم نكن سقطنا بها بالفعل منذ سنوات طويلة.
إلا أن بارقة من الأمل جديدة راودتنى وأنا أتابع حلقات برنامج «مصر تستطيع» وازداد هذا الشعور وأنا اتابع الحلقة الأخيرة التى استضاف خلالها أحمد فايق رئيس جامعة يورك ممدوح شكرى وهو أول رئيس مسلم فى تاريخ أمريكا الشمالية.
فشكرى الذى سافر إلى كندا قبل سنوات طويلة ليعمل فى كبرى شركات المفاعلات النووية حتى أصبح قياديًا جامعيًا وتنقل هناك ما بين جامعة ماكماستر والتى كان عميدًا لكلية الهندسة بها ومن ثم نائب رئيس جامعة ليكون فيما بعد رئيس جامعة يورك ليطور كثيرا من مستوى الأبحاث هناك مستفيدا من حياته العملية الطويلة فى مجال الطاقة النووية.
ممدوح شكرى ليس الاستثناء الوحيد خاصة أننا طالما سمعنا عن أسماء استثنائية وفردية استطاعت أن تحقق نفسها فى الخارج مثل مجدى يعقوب وأحمد زويل، فيما غابت عننا العديد من الأسماء التى حققت نفسها فى الكثير من المجالات بالخارج واستطاع البرنامج أن يلقى عليها الضوء خلال الحلقات الماضية مثل عالمة الرياضيات التطبيقية سمية ياقوت، والعالم ومخترع نظم التأمين الدولى والتجسس عيد حسانين والعالم المصرى إبراهيم سمك الخبير الدولى فى الطاقة الشمسية، وجدتنى لأول مرة أشعر بانبهار لأسماء مصرية مثلما أشعر تماما حينما اقرأ عن بحث لستيفن هوكينج أو غيره من العلماء فى الخارج.
أسماء كثيرة غابت عن إعلامنا وعن مجتمعنا المصرى، لكنها لا تزال تشعر بالواجب تجاه الوطن وتعلن دائما بأنها على استعداد لتقديم أى جهود لمصر فلا الغربة والسنوات الطويلة وحلم النجاح فى الخارج استطاع أن ينزع حب هذا البلد بداخلهم.
وهو ما يطرح تساؤل «هل تستطيع مصر حقا» مصر بكل علمائها وأساتذتها فى الخبرات المختلفة؟! هل يمكن أن تعبر بوابة الحضارة والتقدم مرة أخرى،هل سيأتى؟.. اليوم الذى نفتخر به مجددا بالباسبور المصرى ونتعامل بجدية مع ملفات العلم والتعليم والصحة والآدمية والمواطنة؟..