د. أحمد يونس يكتب: هلوسة آخر الليل
■ (رامز جلال واكل الجو) مـش طلعت مجرد (لهفة) عنده هـو بـس.. لا بقـــى (ولى العهد) ولا (أستاذ ورئيس قسم) ولا أى حاجة مندى خالص.. ومراته على طول هارياه (يوميات زوجة مفروسة قوي) وبوضعه (تحت السيطرة) تبين أنه هربان من (بين السرايات) ومستخبى فى (حارة اليهود) هناك (بعد البداية) بشوية.. (الكابوس) يشوفه (ذهاب وعودة) ويصحا يلاقى نفسه فى (لعبة إبليس) وعايش على (حق ميت) والنتيجة إيه فى الآخر؟ (مولد وصاحبه غايب)
■ ■ ■
■ على بابا بعد الضنا لابس حرير فى حرير.. عنده قصر فى الدوحة ومعاه فلوس كتير.. والست مرجانة بتاخد حمام ساونا فى باريس.. وبتعمل شوبينج وباديكير وكورسات تخسيس.. قاسم أخوه قيادى فى حزب النور.. وراح معين نفسه مفتى وله جمهور.. ورئيس العصابة اللى سمى نفسه سليمان، تاجر زيوت من طهران، بطل سرقة وانضم للإخوان.. ودلوقتى بدل الياقوت والدهب والمرجان، اكتفى بالمتاجرة فى الأديان.. المغارة فضلت تكبر لحد ما بقت من مالى لأفغانستان.. والأربعين حرامى اتوزعوا على داعش والقاعدة والسلفيين الجهاديين، ونازلين تكفير فى البشر بالذات المسلمين.. وشوية فى تركيا عند أردوغان، وبيردحوا فى الفضائيات لكل مين كان.. لغاية ما كلت مخهم العتة.. ولسه برضه فاكرين مــصر أنجر فتة..
■ ■ ■
■ عمرى ما شعـرت بالقلق على مستقبل الفن لأن هناك مـن اعتزلن تباعاً فيما يشبه المظاهرة.. وقد تصادف على الدوام أن أولاء كن عديمات الموهبة، استطعن التسلل إلى الفن من الأبواب الخلفية، ليختبئن داخله لظــروف تخصهن، ولا أرغب فى الإشارة بالاسم إلى هذه أو تلك، تجنباً لوصــلات الـردح التليفــونية التى ياما اخترقت طـبلة أذنى المسكينة.. لا يوجد مـن لا يعرف عـبد العـظــيم لقـمــة، المالك الأسبق لجروبى وســـط البلد.. لكنه كان أيضاً الإخوانجى الذى تخصص فى إحضــار حقائب الدنانير أو الريالات أو الدراهم من الخليج، لتوزيعها على اللائى يعتزلن بصــورة مدوية، بهدف ضرب الريادة المصرية فى الثقافة أو الفن.. بدأ هذا يحدث خلال الثمانينيات من القرن الماضى.. لولا أن القصة فضحتها فاتن حمـامـة، عندما تحدثت عن الملايين الستة من الدولارات المعروضة عليها، مقابل التبرؤ من تاريخها الفنى.. ولم تكن سيدة الشاشة بالطبع ممن يقبلن أدواراً هابطة كهذه.. وقد حكت لى نجمة إغراء مسرحية أنهم أكلوا عليها بقية المبلغ المتفق عليه، وأن الشيخ الذى دفعها إلى ذلك حاول اغتصابها داخل المسجد.. اللائى لم يحصلن إلا على الإعدادية، تحولن إلى فقيهات يعطين دروساً فى الدين.. أغلبهن أصبحن يشرفن على محلات الذهب ومكاتب الصرافة عند الريان.. سعاد حسنى، أثناء غــربتها الحزينة فى لندن، سافرت إليها الراقصة الشهيرة على رأس وفــد من المعتزلات، لمقايضتها على التكفل بنفقات العلاج لقاء تكفير الفن أو اخــتلاق الحواديت الجنسية المنفرة فى حياة رموزه.. ثلاث أمــيرات تقيم إحداهن فى مــصر بصفة مستمرة كن سيتولين تغطية التكاليف من حساباتهن الخاصة.. فضائح الصفقات السرية انفجرت كلها معاً كطفح المجارى.. على أن الوضع كان سيصبح كارثياً بكل معنى الكلمة، لو أن اللائى اعتزلن بالفعل خطر على بالهن التراجع عن قرار الاعتزال.. اللائى دخلن الفن بحثاً عن المال، غادرنه أيضاً بحثاً عن المال..
■ ■ ■
■ لو فكرنا فى الأمر قليلاً دون تشـنج، لاكتشفنا أن كل ما بقى من 23 يوليو هو العطلة الرسمية لجميع موظفى القطاع العام الذى أصبح خاصاً، ومجموعة مــن الأفلام الخطابية الرديئة المكررة إلى ما بعد الملل، وباقة من الزهر يضعها أفراد الأسرة والرؤساء أمام الكاميرات على قبر جمال عبد الناصر.