نادية صالح تكتب: عادل إمام ربنا يخليك

أنت تختار ما تقدمه.. هذا صحيح.. أنت تحرص على «ورق»- كما يقولون- ممتاز وأكثر من ممتاز، لكنك من يجعل هذا الورق ينطق.. يمشى.. يتكلم.. يضحك وأحياناً يتألم.. تبعث فيه الحياة، تأخذنا معك إلى عالم نعيش فيه ولكن لا يستطيع كثيرون أن يعبروا عنه.. ولن أنسي- صاحب السعادة- مسلسلك للعام الماضى، لقد أخرجتنا بفنك وخفة ظلك مما كنا فيه من تعاسة وخوف على وطن كان يهتز ويرتعد وتملؤه المشاكل والهموم.. المهم أنت قادر ومعك الكاتب المتميز جداً «يوسف معاطى» على أن تضحكنا لكن فى ذات الوقت ننسى ما نحن فيه حتى نستأنف حياتنا بانتعاش ونشاط.

وفى هذا العام تنازلت عن الزعامة وكنت «أستاذ ورئيس قسم» وللحق.. هذا العمل يحسب لعظيم أعمالك.. كان مرآة لواقع أساتذة الجامعة أو على الأصح بعضهم فى «زمان» كاد أن يمضى.. ولكننا جميعاً سمعنا عنه بل إن بعضنا عاشه.. صحيح كانت كاميرا وعدسة فنك و«ورق» يوسف معاطى كاميرا مكبرة بدرجة كبيرة أحياناً جعلت البعض يعترض مثلما حدث فى واقعة ضرب الأستاذ بالجزمة وعلى «القفا» ولكن «الكاميرا المقعرة» أضحكتنا كثيراً على أنفسنا، وعلى ما عايشناه، والحمد لله ربنا نجدنا منه، وللحق يحسب لك أيها العظيم.. أنت لم تستأثر وحدك بالبطولة.. بل حرصت- وألاحظ هذا من عدة سنوات- على أن تقدم لنا كبشة «كوميديانات» لابد أنك تعبت كثيراً فى البحث عنهم.. فعلى سبيل المثال من هذا الـ«شحاتة»؟! و«عوض» الفنان الشقنقيرى الذى نعرفه من قبل ولكن معك له طعم تانى.. وغيرهما وغيرهما دول «كبشة» يا زعيم.

أما الفنان الكبير «أحمد بدير» فقد تألق وتألق وتألق فى نفاقه ووصوليته فى شخصية الأستاذ.. حتى جعلنا نكره النفاق ونعرف نهايته.

ولابد أن أتذكر هذه الحفنة من الأطفال «المقاريض» الذين التقطتهم عينك يا زعيم وجعلتهم بجوارك.. لقد نافسوك بطفولتهم الشقية الموهوبة.

الزعيم «عادل إمام».. لابد من تحيتك.. وتحية المؤلف «يوسف معاطي».. ولن أتفلسف كثيراً أو «أفعص» فى المسلسل لأننا فى النهاية.. شفنا جزءاً من حالنا ووقفنا أمامه «انتباه» لعلنا نصلح من أنفسنا ومن عيوبنا ونؤكد على مزايانا وشهامتنا ووطنيتنا يا أستاذ، وأخيراً وليس آخر.. أوعى تسمع كلام صديقنا جميعاً وعزيزنا «وحيد حامد».. فأنت تعرفه وتعرف أنه أول واحد ممكن يعمل مظاهرة ويعتصم إذا ما وجد لديك هذه الشجاعة التى طلبها منك.. عادل إمام.. ربنا يخليك