نيفين حجازى تكتب : الطب النفسى المتخصص فى علاج الإدمان ينتقد مسلسل «تحت السيطرة»

مقالات الرأي



د. محمود دياب: مشاهد التعاطى قدمت ببراعة تحرض على تناول المخدرات أو العودة إليها

توقف المتخصصون فى الطب النفسى «المعالجون للإدمان» طويلا عند مسلسل تحت السيطرة ورصدوا ملاحظات متنوعة على المسلسل بعضها إيجابى وبعضها سلبى.. الدكتور محمد دياب الطبيب النفسى وخبير التنمية البشرية يدلى بشهادته التى ننشرها بنصها دون تدخل يقول:

يعتبر الإدمان من الظواهر الخطيرة التى تهدد أمن مصر القومى، وتبلغ نسبة متعاطى المخدرات فى مصر ما يزيد على عشرة بالمائة ونسبة المدمنين ما يزيد على واحد ونصف بالمائة طبقا للإحصائيات الرسمية رغم أننا نعتقد فى وجود أعداد كبيرة غير مرصودة فى الإحصائيات.

أولا دعونى أحيى القائمين على هذا المسلسل لأنهم قدموا صورة حقيقية عن هذا المرض المزمن اللعين وكانوا صادقين فى كل مشهد وكل لفظ قالوه ولكن.. قدر صدقهم فى عرض المرض وطبيعته قدر إخفاقهم فى تغطية الجانب العلاجى للأسباب الآتية :

أولا: يجب أن نعلم أن المتعة سببها الرئيسى هورمون «الدوبامين» أو هورمون السعادة والذى ينطلق مع طعام لطيف أو شراب أو حتى مع الجنس.. لذلك فإن هذا الهورمون مسئول عن أننا نكرر الأفعال التى نشعر فيها بالمتعة.. أما المخدرات فتفرز هذا الهوس.

أنهم شوهوا منظومة العلاج وأغفلوا دور الأطباء والأخصائيين النفسيين والمستشفيات وأبرزوا دور منازل التعافى half way .

ودور مرشدى التعافى أو (المعالجين) كما يسمى.. ودور زمالة المدمنين المجهولين NA

وللحق أنا مؤمن بزمالة المدمنين أو مرشد التعافى.. لكنى أريد أن يكون كل شىء فى نصابه.. فعلاج الإدمان يتكون من فريق كالآتى: طبيب ويعاونه أخصائى نفسى ومرشد تعافى ولا يمكن تكوين فريق علاجى دون العناصر الثلاثة لأن وجود عناصر غير مدربة أو مؤهلة ينتج عنه كوارث كالتى نراها داخل مراكز تقوم بتعذيب المرضى.

للمرة الثانية أنا مؤمن بزمالة المدمنين وكتابها الأزرق وهو عبارة عن إثنى عشر قاعدة يعتبروا خبرة سنوات ومنهج روحانى جيد جدا ويساعد الكثيرين.. لكننى أدعو أصدقائى من المدمنين المجهولين القدامى أن يدافعوا عن هذه المهنة ويخرجوا كل من أساء إليها.. وتذكروا أن فريق علاج الإدمان المعتمد فى كل دول العالم يتكون من طبيب وأخصائى نفسى وإجتماعى ومرشدى تعافى.. لذا وجب التنويه قبل أن يضر المسلسل أكثر من نفعه رغم يقينى بحسن نوايا صانعيه.

والسؤال الآن لماذا لم يصرح الإحصاء الرسمى بالأرقام الحقيقية للمدمنين فى مصر ولماذا لا يتم الإحصاء بالطرق العالمية المحترفة؟

الإجابة: يتم الإحصاء بالطرق المحترفة لكن هناك مشكلة أكبر وهى أن كثيرا من أماكن علاج الإدمان فى مصر غير مرخصة ولا تخضع لرقابة الدولة وبالتالى جزء كبير من المرضى غير مدرج بهيئة الإحصاء.