حسين معوض يكتب : لسه فينا أمل

مقالات الرأي



الابتسام الآن فرض.. العمل هو أولى العبادات.. الأمل هو طوق النجاة.. الانجاز عبادة.

لم يقل أحد إن خانة الشهداء أغلقت.. لم يقل أحد إن الإرهاب صفحة طويناها.. لم يقل أحد إننا تعافينا.

لم نقض على أكوام المرضى فى المستشفيات.. ولم نقض على الأمراض التى تأكل أجسادنا وأكبادنا.. ولم نقض على التطرف الذى ينخر فى عظامنا منذ 75 عاما.

لم يجد العاطلون فرصة عمل حتى الآن.. ولم يجد الجوعى طعامهم.. ولم يجد الجاهل فرصة للتعليم..

رغم كل ذلك «لسه فينا أمل.. لسه فينا روح.. لسه فى قلوبنا طاقة».

لقد حفرنا قناة «بفلوسنا» فى عام واحد، جمعنا لها «من جيوبنا» 64 مليار جنيه فى 8 أيام، يفصل بيننا وبينها الآن بضعة أسابيع.

لقد اشترينا سلاحاً كما لم نشتر فى أوقات الحرب، اشترينا سلاحنا من روسيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا، سلاح «يخلينا قد كلمتنا».

لقد عاد النور إلى بيوتنا، تخلصنا من الظلام فى عام واحد، واختفت طوابير الجاز والبنزين والسولار.. وتكاد تختفى طوابير البوتاجاز.

لسه فى بيوتنا مرضى، ولكن فى قلوبنا أمل أن تأتيهم فرصة العلاج، بدأنا نحاصر فيروس الكبد القاتل، بدأنا نراقب غرف العناية المركزة فى كل المستشفيات، بدأنا نجبر مستشفيات رجال الأعمال على استقبال حالات الطوارئ.

لسه فى بيوتنا مرضى.. ولكن فى قلوبنا خير يمد المستشفيات الخيرية المجانية التى تحارب الأمراض القاتلة إلى الصعيد والدلتا..

لسه فى بيوتنا عاطلين.. ولكن لدينا مشروعات قومية على طول القناة الجديدة.. وفى الصعيد.. والساحل الشمالى.. والعاصمة الإدارية الجديدة.. وحلم المليون فدان.. مشروعات تدفع بالأمل فى قلوبنا بأن نحاصر أزماتنا وأولها فرص العمل لشبابنا.

لسه فى بيوتنا عاطلين.. وقد ينضم إليهم الملايين من العمالة الزائدة التى يتكدس بها الجهاز الإدارى للدولة.. ولسه فى بيوتنا جوعى وقد يرفع الدعم عن الكهرباء والبنزين، ولسه مناهج أبنائنا تعتمد على الحفظ والتلقين، ولسه جامعاتنا بعافية.

لم يقل أحد إننا انتقلنا للعيش فى عالم آخر تم نزع مشاكله بمشرط جراح.. نحن نعيش لنحاصر أزماتنا.. نحول ثورتنا إلى طاقة ندفع بها البلاء والمرض والجهل والتطرف..

لقد قتل الإرهاب النائب العام هشام بركات.. وقد يقتل الفقر أطفالاً وشيوخاً.. وقد يقتل المرض نساء وشباباً.. وقد يقتل الجهل أقرب الناس إلى قلوبنا.. لكننا نموت حقا يوم يموت فى قلوبنا الأمل.. يوم نتوقف عن صناعة المستحيل.. يوم نرفع الرايات معلنين الاستسلام.. يوم الكفر بالبلد.. يوم أن نتوقف عن تصديق أنفسنا.

لسه فينا أمل.. لأن بكرة بتاعنا