عمران يهزم دميان بالقاضية.. وخسائر معركة البورصة والمالية 18 مليار جنيه

العدد الأسبوعي



■ البورصة تخسر 45 مليار جنيه فى 4 أشهر اعتراضا على الضريبة.. وتربح 28 ملياراً فى 6 ساعات بعد تأجيل القانون!

نجح لوبى البورصة فى فرض ارادته.. لا نتحدث هنا عن جريمة، ولا ننكر عليهم حقهم فى المطالبة بإلغاء الضريبة التى يرونها غير مبررة وغير عادلة وتمثل ازدواج ضريبى.. نتحدث عن القدرة التنظيمية والقدرة على التحمل التى استمرت قرابة 4 اشهر فقدت خلالها البورصة 45 مليار جنيه من قيمة رأسمالها السوقى.

حجم الخسائر الضخمة فى البورصة خلال أيام المعركة المعلنة على وزير المالية هانى قدرى دميان يؤكد أن أبطالها ملاءتهم المالية تتحمل وزن المعركة، ويثقون فى قدرتهم على التعويض فى ساعات معدودات، وبالفعل استعادوا 28 مليار جنيه من خسائرهم فى أقل من 6 ساعات تداول يومى الاثنين والثلاثاء، عقب تأجيل تطبيق الضريبة.

قاد التمرد فى البورصة صناديق الاستثمار المحلية والأجنبية ومستثمرون عرب وأجانب، وكالعادة كان حطب المعركة هم صغار المستثمرين الذين لم تتحمل محافظهم سخونة المعركة، ونزلوا إلى الشوارع يطالبون بإقالة رئيس البورصة ومحاكمة وزير المالية.

لغة الأرقام المفزعة فى معركة البورصة ووزارة المالية تقول إن حجم خسائر الاسهم فى شهور المعركة تساوى قيمة الضريبة خلال ثلاث سنوات، كان وزير المالية يهدف لجمع 25 مليار جنيه من الضريبة على أرباح البورصة وقيمتها 10%، وكذلك الضريبة على توزيعات النقدية التى كانت مقدرة بـ 10% ارتفعت إلى 22.5%.. فى مقابل خسائر فى قيمة الاسهم 45 مليار جنيه نفذها المضاربون والمتعاملون للضغط على الحكومة.

يفسر المتضررون من الضريبة قرارات هانى قدرى بأنها محاولة جباية اموال لسد عجز الموازنة، يقولون إن الشركة تدفع ضرائبها الطبيعية وقيمتها 22.5%، ثم يدفع المستثمر 10% على أرباحه فى البورصة، وعندما تقوم الشركات بتوزيع الارباح على المساهمين تحصل الضرائب من المساهمين على 10% أخرى ارتفعت إلى 22.5%.

1

مورجان ستانلى تحسم المعركة

رغم ضخامة الارقام وسهولة التلاعب بها فى البورصة إلا انها لم تكن صاحبة التأثير المباشر فى قرار الحكومة ليل الاحد الماضى بتأجيل تطبيق الضريبة لمدة عامين.. كان صمود المضاربين ووصولهم باسعار الاسهم إلى حد الخطر هو كلمة السر.. نجحوا فى الوصول بمؤسسة مورجان ستانلى إلى التهديد بشطب البورصة المصرية من قائمة الأسواق الناشئة بسبب تدنى أسعار الاسهم بها، وبالفعل تم شطب سهم المصرية للاتصالات أكبر ضحايا لعبة شد الحبل بين المالية والبورصة.

وحسب معلوماتنا فقد كتب رئيس البورصة محمد عمران مذكرة تم رفعها لرئيس الحكومة ورئيس الجمهورية بخطورة الاوضاع داخل البورصة والنتائج الكارثية المتوقعة من استمرار انخفاض سعر الاسهم، وهى ليست خسائر للمستثمرين، ولكن خسارة البورصة المصرية لمكانتها وقيمتها دوليا، وهو ما يكشف مقامرة المضاربين بالبورصة نفسها وليس فقط بأسهمهم وارباحهم.

صدر تقرير مورجان ستانلى مساء الاربعاء قبل الماضى، واجتمعت الحكومة مساء الاحد التالى، وذهب رئيس الوزراء بنفسه ليفتتح جلسة البورصة صباح الاثنين، بعد اعلان تأجيل الضريبة.

2

معركة خاصة بين عمران ودميان

البعض يفسر موقف هانى دميان وزير المالية وتمسكه بمحاولة جمع 25 مليار جنيه ضرائب على المستثمرين فى البورصة.. يفسرونه بأنه مثالية من الوزير وعدم قدرة على التفرقة بين السوق الأمريكى مثلا وسوق ناشئ مثل السوق المصرى.. فريق اخر يتهم وزير المالية بأنه يسعى لتحقيق مجد شخصى امام القيادة السياسية بجمع مليارات اكثر للضرائب مقابل تخريب الاستثمار والبورصة، بلغة التجار «بيع لحم وجلد البقرة بدلا من لبنها».

الطرف الثانى من المعركة يتزعمه رئيس البورصة محمد عمران.. بحكم منصبه لا يملك إلا الانحياز للسوق وأدواته والحفاظ على حيويته وقدرته على تمويل الشركات المدرجة فيه، ورغم أن عمران كسب معركة الضرائب وحصل على تصفيق جماهير البورصة، ونجا بالهيئة التى يديرها من شبح الشطب من قوائم مؤسسات التقييم الدولية، إلا أن معركته كلفت الدولة ما يقرب من 18 مليار جنيه هو الفارق بين الضرائب المتوقعة بقوانين هانى دميان وحصيلة الضرائب الان بعد تجميد القانون لمدة عامين.. والمؤكد أن معركة عمران لن تشفع له لدى المضاربين بمجرد تضارب المصالح.

والمؤكد أن الهدنة بين عمران وأصحاب المصالح فى البورصة لن تدوم طويلا، فهو هدف دائم للتشهير، ومارس معه المضاربون كل الحيل، من محاولات الرشوة إلى التهديد بإقالته خلال وقت معلوم، وهى وقائع نشرنا تفاصيلها من واقع تحقيقات جهات رقابية منذ اسابيع.