عبد الحفيظ سعد يكتب : يا ليلة العيد.. «آنستينا»

مقالات الرأي



لماذا لا تذيع التليفزيونات المصرية أغانى العيد فى احتفالات الأقباط؟

للعيد فرحة.. محفورة فى ذاكرة الطفولة، فهى بهجة لا تتزعزع، ولا تقتلها أزمات الحياة، إنها الفرحة الموسمية، تأتى بميعاد معلوم للجميع، فتجلب البهجة دون سبب للانبساط، سواء أن ليلة العيد، عندما تهل ترسم الضحكة الجماعية الأولى لأيام الطفولة، بشعور العيدية ومتعة الفسحة ومنظر الملابس الجديد..

تبدأ الفرحة بالعيد بليلته، هكذا عودنا صوت أم كلثوم، صاحبة البشارة الأولى وهى تغنى «يا ليلة العيد آنستينا»، بعد أن اعتمدت تليفزيوناتنا، وسبقتها إذاعاتنا، أغنية أم كلثوم، الصوت الرسمى للعيد، منذ أن غنتها كوكب الشرق قبل 75 سنة، فى اللحن الذى وضعه رياض السنباطى، لكلمات أحمد رامى.

وذاع صيت الأغنية بعد أن شدت بها أم كلثوم أمام الملك فى حفل فى النادى الأهلى فى خريف 1944، بعد أن وضعت أم كلثوم فيه، شطراً فى آخر الأغنية تحية للملك، يقول: «يعيش فاروق ويتهنى.. ونحيى لُه ليالى العيد»، بدلا من «تعيش يا نيل ونتهنى.. ونحيى لك ليالى العيد».. وردت أم كلثوم بذلك على قرار الملك بمنحها «وسام الكمال»، وهو اللقب الذى لم تحصل عليه أى مصرية سوى «الست»، لأنه كان مقصوراً على نساء العائلة الملكية.

أم كلثوم غنت أغنية أخرى للعيد وهى «حبيبى يسعد أوقاته» وهى أغنية لبيرم التونسى ولحنها زكريا أحمد أنتجت فى 1943 ورغم أن الأغنية عاطفية، إلا أنها تضمن الاحتفال بالعيد، وذلك فى المقطع الأخير منها الذى يقول: «والليلة عيد ع الدنيا سعيد» وهى الأغنية الثانية التى غنتها أيضا أم كلثوم أمام الملك فى نفس الحفل.

لكن رحل الملك، وتعاقب بعده سبعة رؤساء على مصر، وظلت «يا ليلة العيد.. آنستينا» و«ليلة العيد» النشيدين المعتمدين للعيد المصريين، تنتظره آذاننا، كما كنا ننتظر الملابس الجديدة والعيدية، لكن إذاعتنا وتليفزيوناتنا قصرته على عيدين فقط الفطر والأضحى، وتناست أن ليلة العيد، تخص عيدين آخرين، «الميلاد» و«القيامة».

قد يحد شهرة عيد الميلاد كيوم عالمى لرأس السنة، أن يجد لنفسه مكانا فى أغنية «ليلة العيد»، لكن «عيد القيامة»، الذى يحل علينا خلال ساعات، له فرحة بمذاق مختلف لدى المصريين، اقترن الاحتفال بها مع عيد المصريين كل المصريين المجمع بـ «شم النسيم»، العيد المتوارث من أيام الفراعنة، ارتبط ببداية موسم الحصاد، أو بداية النضج للحبوب، بخاصة القمح رمز الخير لدى المصريين، وفى الاساطير والحكايات الفرعونية المتوارثة عبر الأجيال، تربط بين منح الروح لحبوب القمح فى السنابل، التى تكون مجرد نطفة قبل عيد شم النسيم، على حب كامل النضح بعد العيد.

ويرتبط عيد القيامة بفكرة قيام المسيح مرة أخرى وعودته للحياة، بعد أن أمضى أسبوع الآم، للاحتفال به عيداً للقيامة، لكن غاب عن قنواتنا التليفزيونية والإذاعات الاحتفاء بهذا العيد، ضمن أعياد المصريين، وليتهم ينتبهون الآن لإذاعتها، حتى نقول معنا «يا ليلة العيد آنستينا»..

«أغنية يا ليلة العيد آنستينا»

كلمات: أحمد رامى

ألحان: رياض السنباطى

يا ليلة العيد آنستينا.. وجددت الأمل فينا

هلالك هل لعنينا.. فرحنا له وغنينا

وقلنا السعد حيجينا.. على قدومك يا ليلة العيد

جمعت الأنس ع الخلان.. ودار الكاس على الندمان

وغنى الطير على الأغصان.. يحيى الفجر ليلة العيد

حبيبى مركبه تجرى.. وروحى فى النسيم تسري

قولوا له يا جميل بدرى.. حرام النوم فى ليلة العيد

يا نور العين يا غالى.. يا شاغل مهجتى وبالي

تعالى اعطف على حالى.. وهنى القلب بليلة العيد

يا نيلنا ميتك سكر.. وزرعك فى الغيطان نور

تعيش يا نيل ونتهنى.. ونحيى لك ليالى العيد

يا نيلنا ميتك سكر.. وزرعك فى الغيطان نور

حبيبى يسعد أوقاته

كلمات: محمود بيرم التونسي

ألحان: زكريا احمد

حبيبى يسعد أوقاته ع احا الجمال سلطان

فى نظرته وابتساماته فرحة فرحتك يا زمان

ولما يخطر بقوامه ترقص الأغصان

ولما ينعم بكلامه تعزف الألحان

احلف بحبه وغرامه اصدق الأيمان

عمر الخيال ما يجبش مثال

لجمال وكمال زى حبيبي

جعلت فى القلب مكانه بس لو يكفيه

يسمع ضروبه وألحانه والمخبى فيه

فى القلب ياما حـ يلاقى كل ما يرضيه

ويشوف ولوعى وأشواقى والمخبى فيه

وابلغ ونول كل المأمول

دايما على طول وأنت حبيبي

حبيبى حبيبي

زى القمر قبل ظهوره يحسبوا المواعيد

زى القمر يبعث نوره من بعيد لبعيد

زى القمر بس جماله كل يوم يزداد

وكل ما يهل هلاله تنعاد الأعياد

والليلة عيد ع الدنيا سعيد

عز وتمجيد لك يا حبيبى