د. ﻧﺼﺎر ﻋﺒﺪاﷲ يكتب: ﻓﻰ ﺣﺮب اﻟﻴﻤﻦ (1-2)
»ﻳﻮﻣﻴﺎت ﺿﺎﺑﻂ ﻓﻰ ﺣــﺮب اﻟﻴﻤﻦ«، ﻫــﻮﻋــﻨــﻮان اﻟــﻜــﺘــﺎب اﻟـــﺬى ﻛﺘﺒﻪ ﺿﺎﺑﻂ اﺣﺘﻴﺎط ﻣﺼﺮى ﺷﺎء ﻟﻪ ﻗﺪره أن ﻳﺸﺎرك ﻓــﻰ ﺣــﺮب اﻟﻴﻤﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗـــﺮرت ﻣﺼﺮ أن ﺗﺪﻋﻢ اﻟﺜﻮرة اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻰ أﻃﺎﺣﺖ ﺑﺤﻜﻢ آل ﺣﻤﻴﺪاﻟﺪﻳﻦ، وﻫﻰ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺮة ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺰﻳﺪﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﻮا اﻟﻴﻤﻦ ﻓــﻰ اﻟــﻘــﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﲟﻨﻄﻖ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ.. ﻫــﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ أول ﻋﻤﻞ أﻗـــﺮؤه ﳌﺤﻤﻮد ﻣــﺒــﺮوك اﻟـــﺬى ﻻ أدرى إن ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه أوﻟــﻰ ﲡﺎرﺑﻪ ﻓﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ أم أن ﻟﻪ ﲡــﺎرب أﺧــﺮى، ﻋﻠﻰ أﻳــﺔ ﺣﺎل ﻓــﺄﻧــﺖ ﻣــﻨــﺬ اﻟــﺼــﻔــﺤــﺎت اﻷوﻟــــﻰ ﲢﺲ أن اﻟﻜﺎﺗﺐ ﳝﺘﻠﻚ ﺣﺴﺎ إﻧﺴﺎﻧﻴﺎ رﻓﻴﻌﺎ ورؤﻳــــﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﺿــﺤــﺔ، ﻓــﻀــﻼ ﻋﻦ اﻣــﺘــﻼﻛــﻪ أﺳــﻠــﻮﺑــﺎ ﺷﺎﺋﻘﺎ ﺟــﺬاﺑــﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﲔ اﻟﺪﻗﺔ واﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻰ رواﻳــﺔ اﻷﺣﺪاث وﺑﲔ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ واﻟﺼﺪق ﻓﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﳑﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻗــﺮاءﺗــﻪ ﻣﺼﺪرا ﳌﺘﻌﺔ ﻻ ﺣﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﺎرئ ﻣﺜﻠﻰ ﻳﻌﺸﻖ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻳﻌﺸﻖ ﻛﺘﺐ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺬاﺗﻴﺔ واﳌﺬﻛﺮات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، وﻟﻘﺪ ﺻﺪر ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻦ ﺿﻤﻦ 2014اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻋﺎم ﺳﻠﺴﻠﺘﻬﺎ اﳌــﻤــﻴــﺰة: »اﻟــﺴــﻴــﺮة اﻟــﺬاﺗــﻴــﺔ« (، ﻟﻜﻨﻨﻰ ﻟــﻢ ﻳــﻘــﺪر ﻟــﻰ أن 13) اﻟـــﻌـــﺪد أﻗﺘﻨﻰ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻪ إﻻ ﺿﻤﻦ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺗﻰ 2015ﻣﻦ ﻣﻌﺮض اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺎم ﺣﻴﺚ أﻣﻀﻴﺖ ﻓــﻰ ﻗــﺮاءﺗــﻪ ﺳــﺎﻋــﺎت ﻟﻢ أﻧـــﺪم ﻋــﻠــﻰ ﳊــﻈــﺔ ﻣــﻦ ﳊﻈﺎﺗﻬﺎ ﻗــﻂ، ﻓﻔﻀﻼ ﻋﻦ اﳌﺘﻌﺔ اﳋﺎﻟﺼﺔ اﻟﺘﻰ أﺷﺮت إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ واﻟﺘﻰ ﻳﺒﻌﺜﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟــﻜــﺘــﺎب ﻓــﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﻓــﺈﻧــﻪ ﻳﻨﻘﻞ ﻗﺎرﺋﻪ إﻟﻰ ﺟﻮ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻳﺸﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻷﺟﻮاء اﻟﻴﻤﻦ وﺗﻀﺎرﻳﺴﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﻣﻌﺎرﻛﻬﺎ وأﺣﺪاﺛﻬﺎ اﻟﺘﻰ ﻋﺎﺷﻬﺎ اﳌﺆﻟﻒ وﻣــﺎ ﺗــﻼه. أﻣــﺎ ﻋﻦ 1964ﺑــﺪءا ﻣﻦ ﻋــﺎم اﻟﺘﺤﺎق اﳌﺆﻟﻒ ﺑﺎﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ ﻓﺈن ﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻳﺮوﻳﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﻓﻰ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻷوﻟـــﻰ ﻣــﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻘﺪ اﻟﺘﺤﻖ ﻓــﻰ ﻋﺎم أﺛﻨﺎء دراﺳــﺘــﻪ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ ﺑﻌﻤﻞ 1961 ﻣﺆﻗﺖ ﻓﻰ اﳉﻨﺎح اﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﺑﺎﳌﻌﺮض اﻟـــﺰراﻋـــﻰ اﻟـــﺪوﻟـــﻰ ﺣــﻴــﺚ ﺗــﻌــﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ أﺳﺮ اﳌﺰارﻋﲔ وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ روﻛــﻮل ﻫﻮﻟﻜﻤﺐ وزوﺟﺘﻪ ﻋﺎﻳﺪة اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗــﻮﻃــﺪت ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻬﻤﺎ ﻓﺪﻋﺎﻫﻤﺎ إﻟﻰ اﻟــﻐــﺪاء اﳌــﻜــﻮن ﻣــﻦ ﻋـــﺪد ﻣــﻦ اﻷﻃــﺒــﺎق اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ أﻋﻘﺒﻬﺎ ﺑﻄﺒﻖ ﻣــﻦ اﻟﻜﻨﺎﻓﺔ اﳌﺼﻨﻌﺔ ﻣﻨﺰﻟﻴﺎ، وأﻋﺠﺒﺎ ﺑﺎﻟﻜﻨﺎﻓﺔ أﳝﺎ إﻋــﺠــﺎب إﻟـــﻰ ﺣــﺪ أن ﻫــﻮﻟــﻜــﻮﻣــﺐ راح ﳝــﻄــﺮه ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋــﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻜﻨﺎﻓﺔ وﻃــﺮﻳــﻘــﺔ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺛــﻢ ﻋـــﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أن ﻳﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻜﻰ ﻳﺘﻮﻟﻰ إدارة ﻣﺸﺮوع ﻃﺮأ ﻋﻠﻰ ذﻫﻨﻪ، ﺧﻼﺻﺘﻪ أن ﻳﻘﻮم ﺑــﺰراﻋــﺔ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻓــﺪان ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺢ ﻓــﻰ ﻣﺰرﻋﺘﻪ ﺑــﻮﻻﻳــﺔ ﻛﻮﻧﻜﺘﺎﻛﺖ وأن ﻳﻘﻴﻢ ﻣﺼﻨﻌﺎ ﻣﺰودا ﺑﺄﻓﺮان اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻴﺔ ﻹﻧــﺘــﺎج اﻟﻜﻨﺎﻓﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ ﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺒﻴﺘﺰا اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻰ اﻛﺘﺴﺤﺖ اﻟﺴﻮق اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، وﻗــﺎل إﻧــﻪ واﺛــﻖ ﻓﻰ ﺿــﻮء ﻣﺎ ﺗﺬوﻗﻪ ﻣﻨﻬﺎ أن ﻫــﺬا اﳌﺸﺮوع ﺳــﻮف ﻳﺤﻘﻖ أرﺑــﺎﺣــﺎ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ!!، وﻃﻠﺐ ﻣــﻦ اﳌــﺆﻟــﻒ أن ﻳﺄﺧﺬ اﳌــﻮﺿــﻮع ﺑﺠﺪﻳﺔ وأن ﻳﻬﻴﺊ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺴﻔﺮ إن ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻌﺪا ﻟــﺬﻟــﻚ وإﻧـــﻪ ﻣــﻦ ﻧﺎﺣﻴﺘﻪ ﺟــﺎﻫــﺰ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻼزﻣﺔ ﲟﺠﺮد أن ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻣﻨﻪ، وﺷــﺮع اﳌﺆﻟﻒ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻰ إﻋﺪاد ﻧﻔﺴﻪ، وﳌﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻻﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ وﻻ ﺑــﺎﺳــﺘــﺨــﺮاج ﺟـــﻮاز إﻻ ﳌﻦ ﻳﺘﻘﺪم ﲟــﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣــﻦ اﻟﺘﺠﻨﻴﺪ )ﻣﺆﺟﻞ ﲡﻨﻴﺪه /أدى اﳋﺪﻣﺔ/ ﻣﻌﻔﻰ ﻣﻨﻬﺎ(.. وﳌــﺎ ﻛــﺎن أﻳﻀﺎ ﻳﻌﻠﻢ أن ﻋــﺪدا ﻣــﻦ زﻣــﻼﺋــﻪ ﻗــﺪ ﺣــﺼــﻠــﻮا ﻋــﻠــﻰ إﻋــﻔــﺎء ﻣــﻦ اﻟﺘﺠﻨﻴﺪ ﻷﻧــﻬــﻢ ﻟــﻢ ﻳﺼﺒﻬﻢ اﻟــﺪور وﻫﻰ 1941ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻣــﻦ ﻣــﻮاﻟــﻴــﺪ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻰ وﻟﺪ ﻓﻴﻬﺎ، ﳌﺎ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻛــﺬﻟــﻚ ﻓﻘﺪ ﻣﻀﻰ واﺛــﻘــﺎ إﻟــﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﲡﻨﻴﺪ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻟﻜﻰ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺪوره ﻋــﻠــﻰ ﺷــﻬــﺎدة ﺑــﺄﻧــﻪ ﻟــﻢ ﻳﺼﺒﻪ اﻟــــﺪور!، وﻫﻨﺎك ﰎ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ واﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻜﻮد وﺗﻮﻗﻴﻊ اﻟﻜﺸﻒ اﻟﻄﺒﻰ ﻋﻠﻰ اﳌﺘﻘﺪﻣﲔ.. وﻓـــﻰ اﻟــﺼــﺒــﺎح ﰎ ﺗﻜﻠﻴﻔﻬﻢ ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ أرض اﳌﻌﺴﻜﺮ ﺛﻢ ﰎ اﻗﺘﻴﺎدﻫﻢ ﻻﺳﺘﻼم اﳌــﻬــﻤــﺎت، وﻫــﻨــﺎ ﻟــﻢ ﻳﻄﻖ ﺻــﺒــﺮا ﻓﺴﺄل اﻟــﺮﻗــﻴــﺐ: أﻧـــﺎ ﺑــﺎﻛــﺸــﻒ ﻃــﺒــﻰ واﺳــﺘــﻠــﻢ ﻣﻬﻤﺎت ﻟﻴﻪ ﻣﺎدﻣﺖ ﺧﺎرج ﻣﻦ اﳉﻴﺶ؟، أﺟﺎﺑﻪ ﺑﺘﻬﻜﻢ: » ﺧﺎرج ﻓﲔ ﺑﺴﻼﻣﺘﻚ؟« ﻟﻢ ﻳﺼﺒﻨﻰ اﻟــﺪور! 1941أﻧــﺎ ﻣﻮاﻟﻴﺪ أﻧﺖ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﺷﻬﺮ إﻳﻪ؟ ﺷﻬﺮ أﻏﺴﻄﺲ! ﺗﺒﻘﻰ أﺻﺎﺑﻚ اﻟــﺪور ﻷن اﻹﻋﻔﺎء ﻟﻐﺎﻳﺔ !!.. وﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺑﻘﻴﺔ1/7
