د. أﺣﻤﺪ ﻳﻮﻧﺲ يكتب: أﺷﺒﺎح تحت اﻟﺴﺮﻳﺮ
اﻟــﻌــﻴــﺎدات اﻟــﻨــﻔــﺴــﻴــﺔ، ﺗــﻐــﻠــﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ ﺷــﻰء ﻣــﺎ، اﺳﻤﻪ: اﻟﺮﺑﻂ. ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣـﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺰﻋﻢ أﻧــﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻬﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﻦ ﺳﻜــﺎن اﻟﻘﻮﻗﻌﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻫﻤﻮن أن اﻟﻘﻮﻗﻌﺔ ﻫﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ. اﻟﺮﺑﻂ ﻫﻮ اﻟﻌﺠﺰ اﻟـــﺘـــﺎم ﻋـــﻦ ﳑـــﺎرﺳـــﺔ اﳉــﻨــﺲ ﺑﺴﺒﺐ اﻟــﻌــﻜــﻮﺳــﺎت ﻋــﻠــﻰ اﺧــﺘــﻼف ﺻــﻮرﻫــﺎ. ﺷﻤﻬﻮرش ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳـﺪ ﻓﻰ اﳌﺴﺄﻟﺔ. اﳉﻦ اﻷﺣﻤﺮ أو اﻷزرق أو اﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻰ ﻳﺘﺂﻣﺮون ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺒﻪ ﻟﻜﻰ ﻳﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻻﻧﺘﺼﺎب، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﳊﺮﻛﺎت أو اﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ اﳌﺜﻴﺮة اﻟﺘﻰ ﲢﺎول ﺑــﻬــﺎ اﳌــــﺮأة أن ﺗﻌـﺎﻟﺞ اﳌــﻮﻗــﻒ. ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺮﺿﻰ أﺿﻌﻒ ﻣﻦ أن ﻳﻮاﺟﻬﻮا ﻓـﻜﺮة أن اﳋﻠﻞ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮى اﳋﺎرﻗﺔ اﻟــﺘــﻰ ﺗﻌﻤﻞ ﻣــﻦ وراء اﻟــﺴــﺘــﺎر. وﻋﻠﻰ ًاﳌﺘﻀﺮر اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺻﻞ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻷﺳﺘﺎذ ﺷﻤﻬﻮرش. اﻟــﺮﺟــﺎل اﳌﻐﻔﻠﻮن وﺣــﺪﻫــﻢ ﻫــﻢ ﻣـﻦ ﻳﻄﻠﻘﻮن اﻷﻋــﻴــﺮة اﻟﻨـﺎرﻳﺔ ﻓــﻰ اﻟــﻬــﻮاء، ًﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸــﺎور اﳌـــﺮأة اﻷﻛــﺒـﺮ ﺳﻨﺎ ﻣــﻦ اﻟــﺸــﺒــﺎك ﺑــﺎﳌــﻨــﺪﻳــﻞ اﳌــﻠــﻄــﺦ ﺑــﺎﻟــﺪم، ﺑﺈﺛــﺒﺎت أن اﻟــﻌــﺮوس ﻋــﺬراء. ًاﺣﺘﻔﺎﻻ أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻦ، إذا اﺗﻀﺢ أﻧﻬﺎ ﻓﻘﺪت ﻫﻮ ًﻏﺸﺎء اﻟﺒﻜﺎرة، ﻓــﺈن اﳉﺎﻧﻰ داﺋــﻤــﺎ واﺣـﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ اﳊﻤﺮ أو اﻟﺰرق أو اﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻰ. ﺗﺸﺎرك ﻓﻰ ﻫــﺬه اﳉــﺰارة اﳌــﺘــﻮﺣــﺸــــــــﺔ ﻧــﺴـــــﺎء ﳝــﺜــﻠــﻦ اﻟﻌﺎﺋﻠﺘﲔ، ﻋــﻦ اﻟــﺸــﺎﻫــﺪات اﻟــﻼﺋــﻰ ﻳﻘﻔﻦ ًﻓـﻀﻼ ﻋﻠﻰ اﳊﻴﺎد. ﺛﻢ ﺗﻨﻄﻠﻖ اﳊﻨﺎﺟﺮ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎء: ﻗﻮﻟﻮا ﻻﺑﻮﻫﺎ ان ﻛﺎن ﺟﻌﺎن ﻳﺘﻌﺸﻰ، وإن ﻛﺎن ﺷﺒﻌﺎن ﻳﺤﻄﻮا ﻓﻰ.. ﻣﻘﺸﺔ. ﻻ أﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ًﳑﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻣــﺼﺮ ﺟﻴﺪا ﻳﺪﻋﻰ أﻧــﻪ ﻟــﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻌﲔ اﻟﺴﻤﻜﺔ أو اﻟﻌــﻨﺒﺎﻳﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﺴﺘﻌﲔ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﻓﻰ ﻋﻦ ﻏﺸﺎء اﻟﻌﺬرﻳﺔ ﻋﻨﺪ ًاﻟﺮﻳﻒ، ﻋﻮﺿﺎ اﻟﻠﺰوم. وﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﺎة اﳌﺴﻜﻴﻨﺔ أن ﺗﻌـﻴﺶ ﻣﺎ ﺑﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ أﺳــﻴـﺮة ﻟﻌﻘﺪة ﻫﺬه اﻟﻠﻴﻠﺔ اﳌﺸــﺌﻮﻣﺔ اﻟــﺘــﻰ ﻟــﻦ ﲤﺤﻰ ﻣﻦ ذاﻛﺮﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. اﻟــﻌــﻼﻗــﺎت اﻟــﺰوﺟــﻴــﺔ ﻟﻴﺴﺖ اﻟــﺸــﻲء اﻟــﻮﺣــﻴــﺪ اﻟـــﺬى ﲢﻜﻤﻪ اﻷﺷـــﺒـــﺎح. ﻣﻦ ﲢــﺖ اﻟــﺴــﺮﻳــﺮ، ﺗـــﺪار اﳊــﻴــﺎة ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻓﻰ ﺑﻼد اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ اﳊﻤﺮ أو اﻟــﺰرق أو اﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻰ. ﻓــﻰ اﻟﻄﻔﻠﺔ ًﻳﻜﻔﻰ أن ﻧﻔﻜﺮ ﻗــﻠــﻴــﻼ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﻟﺘﻰ ﻇﻠﻮا- إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ- ﻳﺠﺒﺮوﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﳊﺪﻳﺪ ﻛﻰ ﻻ ﺗﻜﺒﺮ ًأن ﺗﺮﺗﺪى ﺣﺬاء إﻟــﻰ درﺟــﺔ ًﻗــﺪﻣــﺎﻫــﺎ. ﻛــﺎن اﻷﻣـــﺮ ﻣــﺆﳌــﺎ اﳉﻨﻮن. ﻻ ﻳﺤﺘﺎج اﻹﻧﺴﺎن إﻻ إﻟﻰ ﻗﻠﻴﻞ ﻣــﻦ اﳋــﻴــﺎل ﻟﻴﺘﺼﻮر ﻛﻴﻒ أن اﻟﻌﻈﻢ اﻟﺬى ﻳﻨﻤﻮ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻷﻳــﺎم ﻳﻜﺎد ﻳﺘﻜﺴﺮ ﻓــﻰ ﻛـــﻞ ﳊﻈــﺔ داﺧـــﻞ ﻫــﺬا اﻟﺴﺠﻦ ًاﳊــﺪﻳﺪى اﻟــﺮﻫــﻴــﺐ. وﻟــﻢ أﻗﺘﻨﻊ أﺑــﺪا ﺑﺄن اﻟﻈـﺎﻫﺮة ﺗﺘﻌﻠﻖ ﲟﻘﺎﻳﻴﺲ اﳉﻤﺎل اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻫﻨﺎك ﻓﻘﻂ. ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﻘــﲔ ﻣﻦ أن اﳌﺴﺄﻟﺔ ﺗﻨﻄﻮى ﺑﺎﻟﻀﺮورة ًداﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌــﺪ ﻃــﺒﻘﻰ ﺑـﺎﻟـﻎ اﻟﻘﺴﻮة، ًأﻳﻀﺎ ﻓﺎﳌﺮأة اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﻘﺪﻣﲔ ﻻﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن إﻣﺎ ﻓـﻼﺣـﺔ أو ﺧﺎدﻣﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺨﺴﻒ- ﺑـــﺎﻟـــﻀـــﺮورة- ﻣــﻦ ﺳــﻌــﺮﻫــﺎ ﻓــــــــﻰ ﺳــﻮق اﳉﻮارى أو اﻟﺰوﺟﺎت. ﻣﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻧﺤﻦ أﻧﻨﺎ ﻣﻦ أواﺋــﻞ ًﻧـــﺎدرا آﺧـــﺮ أﻗﺴﻰ ًاﻟﺬﻳﻦ أﻟﺒﺴﻮا اﳌﺮأة ﺣﺬاء ﻻ ﺗــﺮاه اﻟﻌﲔ ﻷﻧﻪ ًﻣــﻦ اﳊــﺪﻳــﺪ. ﺣـــﺬاء ﻻ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻰ اﻟﻘﺪﻣﲔ. ﺑﻞ ﺣﻮل اﻟﺪﻣﺎغ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻘﻤﻊ ﳕﻮ اﻟﻌﻘﻞ. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ- - ﻣﻘﻄﻮع اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻠﻐﺔ ًﻫــﺬه اﳌــﺮة أﻳــﻀــﺎ ًاﻟﺮﺑﺢ واﳋـﺴـﺎرة، ﻓﺎﳌﺮأة اﻷﻋﻠﻰ ﺛﻤﻨﺎ ﻓــﻰ ﺳــﻮق اﳉـــﻮارى أو اﻟﺰوﺟــﺎت ﻫﻰ اﻟﺘﻰ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﻘـﻄـﺔ اﳌـﻐﻤـﻀﺔ اﻟﻌﻴﻨﲔ، أو اﻟﺘﻰ ﻻ ﺧـﺒﺮة ﻟﻬﺎ ﻓــﻰ ﻫــﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻄﺒﺦ واﻟــﻜــﻨــﺲ واﻟﻐﺴﻴﻞ، ﻋــﻦ ﻟــﻌــﺐ دور اﻟـــﻮﻋـــﺎء ﻷوﻻد ًﻓـــــﻀــﻼ ﺳــﻴــﻔــﻜــﺮون ﺑﻨﻔﺲ اﻟــﻄــﺮﻳــﻘــﺔ، وﺑـﻨـﺎت ﺳــﻴــﺤــﻤــﻠــﻦ ﻧــﻔـــــﺲ اﳊـــــﺬاء اﳊــﺪﻳــﺪى ﺣــﻮل اﻟـــﺮءوس. اﳌــﺮأة اﻷﻏﻠﻰ ﻓﻰ ﺳﻮق اﳉــﻮارى أو اﻟﺰوﺟــﺎت ﻫﻰ اﻟﺘﻰ ﺗﻌﺮف ًأﻗــﻞ، أو ﺣﺒﺬا ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮف ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق. ﻛﻠﻤﺎ ﻗــﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺣﺘﻰ ﻋــﻦ ﺟــﺴــﺪﻫــﺎ ارﺗــﻔــﻊ اﻟــﺴــﻌــﺮ. اﻟــﻔــﺮدة اﻟﺜـﺎﻧﻴﺔ ﻣــﻦ اﳊـــﺬاء اﳊــﺪﻳــﺪى ﻧﻀﻌﻬﺎ ﺣــﻮل ﻗــﻠﺐ اﳌـــﺮأة ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺨـﻔﻖ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﺰﺑـﻮن اﻟﻠﻰ ﺣﻴﺸﻴﻞ، وﻫﻮ : أﻧــﺎ ﻋﺎﻳﺰ ًﻣــﺎ ﻳﻠﺨﺼﻪ اﻟﻌﺮﻳـﺲ ﻗــﺎﺋــﻼ واﺣـــﺪة ﻋــﻠﻰ اﻟﺰﻳﺮو. زﻳﺮو ﻣﲔ ﻳـﺎ ﺣﻴﻮان!